في مقالته الرائعة حول الجمع بين علوم البيانات واستكشاف الفنون القديمة، يدعونا عبدو بن الأزرق للتفكر في الطريقة المتكاملة التي يمكن بها لهذه العلوم المختلفة الثراء المعرفي.

من وجهة نظري، إن تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي ومعالجة اللغة الطبيعية على الرموز والألوان المعقدة في لوحات الفيوم قد يفتح أبواباً جديدة لفهم الدلالات الثقافية والدينية للأشكال البصرية القديمة.

هناك أيضاً إمكانية كبيرة لاستخدام خوارزميات التعلم الآلي لتصنيف وتوصيف تلك الأعمال الفنية بناءً على خصائص معينة، مما يساعد المتحفين والمؤرخين بشكل كبير.

بالإضافة لذلك، يؤكد الكاتب أيضًا على ضرورة التركيز المتخصص عندما يتعلق الأمر بتحقيق المهارات العالية؛ وهو أمر حقيقي بالتأكيد لأن العمق يفوق غالبًا السطح عند دراسة أي مجال معرفي.

لكن يجب ألا ننسى أنه حتى داخل تخصصات دقيقة للغاية مثل علوم الكمبيوتر، يمكن للإطلاع واسع المدى تساهم كثيرًا في الإبداع والإبتكار.

فهذا التنقل ذهابًا وإيابًا بين مجالات المعرفة المختلفة يخلق أرضية صلبة للفهم والابتكار المجزأ في النهاية.

راغدة الرفاعي، أفهم تمامًا مدى روعة فكرة الربط بين ابتكارات الذكاء الاصطناعي والفن القديم.

استخدام الخوارزميات لتفسير الرسومات التاريخية يبدو وكأنه طريقة فريدة ومثيرة للاهتمام لإعادة اكتشاف ثقافات الماضي.

ولكن، دعنا نتذكر دائمًا بأن كل اختراق تقني يأتي مصحوبًا بمجموعة خاصة منه من القضايا الأخلاقية.

كيف سنضمن عدم استخدام هذه التقنيات بطريقة قد تعتبر غير مناسبة أو غير محترمة تجاه تراث الشعوب الأصلية؟

أيضا، رغم أهميتها، إلا أن الاستراتيجية العالمية للمعرفة ليست دائما الحل الأمثل لكل شخص.

البعض يحتاج فعليا إلى التركيز العمودي - كما ذكر الكاتب - لتحقيق المستويات الأعلى من الاحتراف في مجاله المختار.

إياد العروسي، أشاطركِ القلق بشأن الجانب الأخلاقي من استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي مع اللوحات التاريخية.

بالفعل، هناك خط رفيع يجب مراعاته للتأكد من احترام التراث والثقافة دون الاجتهاد فيه.

إن تفسير الرسومات القديمة باستخدام خوارزميات التعلم الآلي يمكن أن يكون مفيدا جداً، ولكن يجب وضع ضوابط واضحة لمنع الاستخدام غير المناسب.

وهذا يشمل العمل بشكل وثيق مع المجتمعات المحلية والحفاظ على حقوق الملكية الفكرية الخاصة بهم.

بالنسبة لنقطة الاستراتيجية العالمية مقابل التركيز العمودي، فهذه قضية مثيرة للنقاش حقاً.

صحيح أنه بالنسبة لأولئك الذين يسعون للتحقق المهني المتقدم، فقد يكون التركيز العمودي أكثر فائدة.

لكن الدراسات الأكاديمية الحديثة تُظهر كيف يمكن للتعرض للمجالات الأخرى أن يحسن حل المشكلات والإبداع خارج حدود التخصص الضيق.

إنه توازن بين العمق والقوة الشاملة.