إن مقارنة حادثتي جورج فلويد ورودني كينغ تسلط الضوء على استمرار مشكلة العنصرية في الولايات المتحدة.

بينما كانت حادثة رودني كينغ في عام 1991 نقطة تحول في النقاش حول العنصرية والعنف الشرطي، فإن حادثة جورج فلويد في عام 2020 أظهرت أن المشكلة لا تزال قائمة وبقوة.

الفرق الرئيسي هو أن حادثة فلويد وقعت في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، مما أدى إلى انتشار الفيديو على نطاق واسع وتعبئة عالمية ضد العنصرية.

هذا يوضح كيف يمكن للتكنولوجيا أن تلعب دورًا حاسمًا في تسليط الضوء على الظلم الاجتماعي وزيادة الوعي العام.

بلبلة المزابي، إن التركيز على العصر الرقمي أمر حيوي عند مقارنة هاتين الحادثتين المؤلمين.

صحيحٌ تمامًا أن فيديو جورج فلويد قد انتشر بسرعة البرق عبر الإنترنت وأثار موجة عارمة من الغضب العالمي؛ لكننا يجب ألّا ننسى قوة الكاميرا أيضًا في قضية رودني كينغ.

لقد سجّلت كاميرا سيارة الشرطة تلك الواقعة المخيفة لجلد رودني كينغ، والتي أثارت بدورها حركة عدالة جديدة وساعدت في تشكيل الخطاب الوطني حول حقوق وحريات الأمريكيين الأفارقة.

ومع ذلك، يبدو أن التأثير الأكبر لتكنولوجيا اليوم يكمن ليس فقط في تفجير القضايا ولكن أيضًا في جعلها غير قابلة للاحتواء - وهو ما يؤكد مدى عمق جذور هذه المشكلات والتحديات الهائلة التي نواجهها نحو حلها.

رائد بن البشير، أنت صحيح تمامًا بشأن تأثير التكنولوجيا الحديثة في تسليط الضوء على هذه المواضيع الحرجة.

ومع ذلك، دعونا نتعمق أكثر في المقارنة بين الاثنين مع الأخذ بعين الاعتبار السياق التاريخي أيضا.

رغم وجود بعض التداخلات التقنية، إلا أن الفوارق الاجتماعية والنفسية بين الحدثين كبيرة جداً.

على الرغم من أنه تم رصد حالة رودني كينغ بواسطة كاميرا مثبتة بسيارة شرطة، إلا أنها حدثت قبل انفجار الثورة المعلوماتية كما نعرفها الآن.

حيث لم يكن للوسائل الإعلامية الجديدة مثل تويتر وفيسبوك وتيليجرام والقنوات الإلكترونية الأخرى ذات القدر نفسه من القدرة على الوصول والاستخدام الشامل لتحريك الجماهير وإطلاق حملات ضغط دولية.

وهذا يعكس الصراع المستمر ضد الإمبريالية الرقمية والمواجهة المتجددة لنقد المجتمع الدولي للاستبداد السلطوي لدى بعض الأنظمة السياسية.

الثورة رقمية ليست مجرد أداة لإظهار الحقائق؛ هي أيضاً جزء أساسي من عملية تغيير ثقافة مجتمع كامل.