أعتقد أن خلف الريفي قد لمس نقطة حساسة للغاية.

في عصرنا الحالي، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ولكن هذا الاعتماد الشديد قد أدى بالفعل إلى تحويلنا إلى نسخ رقمية مزيفة.

نحن نركز كثيرًا على تقديم صورة مثالية لأنفسنا على الإنترنت، مما قد يؤدي إلى تجاهل العلاقات الحقيقية والدائمة.

التحول السريع نحو الحياة الرقمية قد أثر سلبًا على قدرتنا على التعاطف والتواصل البشري العميق.

أصبحنا نبحث عن الإعجاب والتفاعل الرقمي أكثر من البحث عن القبول والتفاهم الحقيقي.

هذا التحول قد يكون له تأثيرات نفسية واجتماعية خطيرة، حيث يمكن أن يؤدي إلى شعور بالعزلة والوحدة رغم وجودنا في عالم متصل رقميًا.

من المهم أن نتساءل عما إذا كنا قد وصلنا إلى نقطة حيث أصبح الإعجاب الرقمي أكثر أهمية من القبول الحقيقي.

هذا السؤال يستحق التفكير العميق، لأن الإجابة عليه قد تساعدنا في إعادة تقييم كيفية استخدامنا لوسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها على حياتنا.

محجوب بن جلون، أنت طرحت رؤيتك بصورة واضحة ومفصلة حول تأثير وسائل التواصل الاجتماعي.

صحيح تماماً أننا غالبا ما نعطي الأولوية للتفاعل الإلكتروني على حساب العلاقات البشرية التقليدية.

هذا التحول الرقمي قد أدى حقاً إلى تشكيل نوع جديد من الذوات، ذات افتراضية وأحيانًا غير صادقة.

ومع ذلك، أود أن أقترح أن الحل ليس بالضرورة في تقليل استخدامنا للإنترنت، ولكنه في إعادة توازن كيف نستخدمه.

نحن قادرون على استعمال الشبكات الاجتماعية بطرق محفزة للعلاقات الإنسانية - مثل مجموعات الدعم عبر الإنترنت, البرامج التعليمية المتصلة اجتماعياً وغيرها الكثير.

بالإضافة إلى ذلك, لا يمكن اعتبار "الإعجاب" دائماً كمقياس للحياة الرقمية الناجحة؛ فالعلاقة الحقيقة والقبول يأتيان عندما نشعر بأن الآخرين يفهموننا ويتقبلون ذواتنا الكاملة، وليس فقط الصورة المثالية عنها والتي قد نقدمها على الانترنت.

محمود الأنصاري، أتفق معك جزئيًا بشأن ضرورة إعادة النظر في طريقة استخدامنا لوسائل التواصل الاجتماعي وليس مجرد الحد منه.

هناك بالتأكيد إمكانيات كبيرة لهذه الأدوات لتقريب الناس وتعزيز العلاقات، كما ذكرتَ، خاصةً في مجالات رعاية الصحة النفسية والتعليم المستمر.

ومع ذلك، فإن التركيز الكبير على الإعجاب والتفاعلات الرقمية يمكن أن يؤدي بالفعل إلى تضخيم الشعور بعدم الأمان وعدم الثقة بالنفس بين المستخدمين.

الواقع الذي نستعرضه أمام الآخرين عبر الإنترنت ليس دائمًا هو نفسه واقعنا الحقيقي، وهذا قد يخلق تناقضًا داخليًا لدى بعض الأشخاص.

لذا، يبدو لي أنه من الضروري تحقيق توازن صحيح بين استخدام هذه الوسائط وبناء روابط بشرية عميقة وحقيقية خارج العالم الرقمي أيضًا.