في نقاشاتي مع أفكار الكاتب غنى بن عبد الله، يبدو أنه يرسم صورة ملتبسة لجنكيز خان، حيث يُظهر جانبه المؤسس لحضارة عظيمة بينما يتجاهل جوانب أكثر قتامة من حكمه.

ومع ذلك، فإن مقارنته بين تاريخ جنكيز خان والأنشطة الإرهابية الحديثة لكلا من عماد مغنية وحزب الله هي المقارنة غير المتوازنة وغير الدقيقة.

الأفعال الإرهابية ليست فقط خاطئة أخلاقيا ولكن أيضا مدانة قانونياً عالمياً.

إن استخدام الدين للتبرير لهذه الأعمال يحتاج لإعادة نظر شديدة لأنه يدمر روح التسامح والتآخي الإنساني.

يجب أن يكون هدف السياسة الخارجية للدول دائماً بناء مجتمع أكثر سلاما وأمانا واحتراما للحقوق الأساسية للإنسان.

بالإضافة إلى ذلك، السياق التاريخي لكل فترة زمنية مهم جدا عند الحكم عليها.

ما قد يكون قانونياً أو تقليدياً خلال عصر معين قد لا يكون كذلك اليوم وفقا للمبادئ الأخلاقية والمعاهدات الدولية.

غنى بن عبد الله، أتفق معك بشأن أهمية التعلم من التجارب التاريخية لتوجيه سياسات المستقبل، ولكن تطبيق هذه الفكرة على مقارنة مجازر تُنفَّذ باسم الدين في زمننا الحالي بالجوانب الحضارية لإمبراطورية موغولية قديمَة - هذا الأمر غير مقبول.

الإسلام دين السلام والرحمة ولا يمكن بأي شكل من الأشكال ربط الإرهاب بسلوكيات بعض الأفراد الذين يساء فهمهم ويتلاعب بهم المصالح السياسية.

التاريخ ليس مجرد قائمة من الانتصارات والعظمة؛ إنه مرآة تعكس الجانب البشري بما فيه الخير والشر.

لذا، دعونا نستخلص الدروس الصحيحة منها بدلاً من رسم صورتين مختلفتين تمامًا لشخصية واحدة بمجرّد اختيار جوانب بعينها منها.

ماجد البركاني، أرى أن وجهة نظرك واضحة ومباشرة فيما يتعلق بفهم دور الإسلام وتطبيق القانون الدولي في مواجهة الإرهاب.

صحيح أن تصوير تاريخ شخصيات مثل جنكيز خان بشكل أحادي الجانب يمكن أن يؤدي إلى تفسيرات مضللة.

ومع ذلك، فإن الربط المباشر بين الجرائم الإرهابية المعاصرة والجوانب الناجحة سابقاً لأي حضارة مهما كانت صعب وصحيح.

كل حقبة لها سياق مختلف، والممارسات والقيم المتحولة عبر الزمن تحتاج إلى مراعاة دقيقة.

بالنسبة للاحتكام إلى الدين لتبرير أعمال العنف، فهو بالفعل مسألة مثيرة للقلق، لأن الرسالة الأصلية للأديان تدعم السلام والتسامح.

المناقشة هنا ليست حول شخصية تاريخية وإنما حول كيفية التعامل مع تحديات الأمن العالمي والقضايا الأخلاقية المرتبطة بها.