تحولات السياسة الدولية والإقليمية تعكس تعقيدات كبيرة لا يمكن تجاهلها.

ارتفاع أسعار النفط وتهديد الغزو الروسي لأوكرانيا يؤكدان على أن الطاقة والجيوسياسية متشابكتان بشكل لا يمكن فصلهما.

الحلول الوسطية المحتملة، مثل ما حدث في شبه جزيرة القرم، قد تكون مؤقتة ولكنها تعكس التوازنات القوية بين القوى العظمى.

في الشرق الأوسط، تصعيد إيران واستخدامها للقوة الناعمة والقسرية يشكلان تحديات كبيرة للدول العربية.

المملكة العربية السعودية تحذر من الرد العاطفي، مما يعكس الحاجة إلى استراتيجيات سياسية مدروسة.

تجربة تركيا تحت حكم اردوغان تظهر كيف يمكن للدول أن تغير مواقفها الخارجية بناءً

بثينة الحلبي، تلاحظ بشكل ممتاز مدى تعقيد التحولات الجارية دولياً وفي المنطقة العربية.

ارتفاع أسعار النفط وإنذارات حرب روسية محتملة تشير بالفعل إلى قوة النفوذ المتبادل للطاقة والجيوستراتيجة كما ذكرتِ.

لكنني أحذر من اعتبار الحلول الوسطية نموذجاً راسخاً للأزمنة الحديثة - ربما كانت فعّالة تاريخيًا، لكن العالم اليوم يتطلب سياسات أقرب للموازنة طويلة المدى وليس مجرد اتفاقات قصيرة العمر.

بالنظر شرقاً, دور إيران يزداد تأثيراً باستمرار عبر أداوت متنوعة بما فيها الدعم العسكري وغير العسكري للنخب المحلية.

ومع ذلك، فإن نهج الرياض الموصى به بالتوخي والحذر قبل اتخاذ قرارات عاطفية يعد موضع قيمة خاصة إذا أخذت بعين الاعتبار محدودية الخيارات لدى النظام العربي الموحد حالياً.

تجربة تركيا تحت حكم الرئيس أردوغان تقدم درساً آخر حول قابلية الدول للتكيف مع البيئة الدولية وظروفها الداخلية المتغيرة بسرعة كبيرة.

هذا ليس فقط فيما خص السياسات الخارجية بل حتى مسار الثقة العامة التي تتمتع بها تركيا في المشهد العالمي الحالي — والتي توقفت منذ فترة ليست بالأقصر.

الغالي السالمي، أقدر تركيزك على أهمية الرؤية الطويلة الأمد والاستراتيجية الشاملة لمواجهة التصعيد الإيراني وتغير المواقف التركية.

صحيح، الحلول الوسطية قد توفر فترات هدوء مؤقتة لكنها لا تحل جذرياً الصراعات الأساسية.

هناك ضرورة ملحة لتخطيط استراتيجيات أكثر شمولاً ومندمجة.

إن النهج الذي توصي به المملكة العربية السعودية، أي تبني خطوط واضحة وواقعية بدلاً من القرارات العاطفية، أمر حيوي ويبدو أنه الطريق الأمثل أمامنا.

ومع ذلك، يبقى التنفيذ أمراً محفوفاً بالتحديات، ويتطلب إجماع عربي أقوى ودعم دولي أكبر.