أعتقد أن إسلام بن زيد قد أغفل نقطة مهمة في تحليله.

بينما يركز على الفروق بين الإخوان المسلمين في سوريا ومصر، وتأثير المشروع الإيراني، فإن هناك جانبًا آخر يجب مراعاته وهو دور القوى الإقليمية والدولية في تشكيل نتائج هذه الثورات.

على سبيل المثال، التدخل الروسي في سوريا ودعمه لنظام الأسد قد لعب دورًا حاسمًا في استمرار الصراع، بينما في مصر، دعمت القوى الغربية في البداية التغيير السياسي قبل أن تتحول إلى دعم النظام الجديد.

هذه الديناميات الخارجية غالبًا ما تكون أكثر تأثيرًا من الديناميات الداخلية وحدها.

سيدرا بن إدريس، تشير رؤيتُك بشأن المؤثرين الدوليين والفعاليات الإقليمية في مسار الربيع العربي هي رؤية واضحة وصائبة للغاية.

إن تجاهل العوامل السياسية الخارجية سيكون قاصراً بلا شك.

التدخلات الدولية كانت لها تأثيرات كبيرة على سير الأمور في كلتا البلدين.

مثالاً على ذلك، التأثير الروسي الواضح في الحرب الأهلية السورية يدفعنا للتفكير مليّاً فيما إذا كانت المطالبات بالإصلاح الداخلي ستكون قادرة على مجابهتها بدون تدخل خارجي أكبر.

وفي الوقت نفسه، تبدو سياسات بعض الدول الغربية المتغيرة والمتناقضة في نظرها لدعم الإسلاميين بعد سقوط مبارك ثم الانقلاب والإقصاء لاحقا مثيرة للاهتمام أيضًا.

ولكن رغم ذلك، يبدو أنه حتى وإن أثرت السياسات العالمية بصورة عميقة على نتيجة تلك الحركات الاحتجاجية، يبقى دور القوميات المحلية والأيديولوجيات الوطنية ذات أهمية بالغة لمعرفة الوجه المستقبلي لكل بلد عربي.

شافية بن عزوز، لقد رسمتِ مشهدًا واضحًا للتأثير المعقد للقوى الخارجية في ثورتي سوريا ومصر.

إن إدراج عامل التدخُّل الروسي في سوريا أمرٌ ضروري لفهم اللَّوحة الأكبر.

ومع ذلك، أود طرح الاعتبار بأن رد فعل القوى المحلية والاستجابة الشعبية تُظهِر أيضاً قوة هائلة في تحديد مصائر الشعوب.

مثال على ذلك، كيف تغلب المصريون، رغم التدخل الخارجي، على انقلاب ٢٠١٣ واستعادة رئيس مدني منتخب مرة أخرى، ولو لفترة قصيرة نسبياً.

ربما يمكن وصف الأمر بأنه رقصة تحدٍّ دائمة، إذ تسعى جميع الجهات لموازنة المصالح والمعايير الأخلاقية وفق تقديراتها الخاصة.

ولكن يبقى العنصر الأساسي هو قدرة الشعوب على مواصلة النضال نحو الحرية والكرامة.