إن تأثيرات الصراع الروسي-الأوكراني واضحةٌ بشكل كبير على الاقتصاد العالمي؛ حيث أثرت سلبياً على سلسلة العرض والطلب العالمية في مجالات رئيسية مثل الطاقة، الأمن الغذائي والتجارة الدولية كما ذكرت السيدة بهية بوهلال.

إن الاعتماد المتبادل بين الدول المتضررة -على وجه التحديد أوروبا الاتحادية ودول شرق آسيا بالنسبة لإنتاج الغاز والنفط الروسي- زاد الطين بلة بتعريض استقرار هذه القطاعات لمخاطر أكبر.

كما سلطت الكاتبة الضوء على الآثار المحتملة للعقوبات المفروضة والحصار البحري لحبوب البحر الأسود فيما يتعلق بالأمن الغذائي العالمي.

وهذا يضع العالم أمام تحديات عديدة بشأن توافر وإمكانية الحصول على أغذية أساسية وبأسعار مقبولة.

ويتضح لنا مدى التأثير الشامل لهذا النزاع عبر توقعات مؤسسات مرموقة كاللجنة الأوروبية وصندوق النمو الدولي بانخفاض مفاجئ ومتوقع للناتجين المحلي الإجمالي لكل من أوروبا والعالم خلال عام 2023 الحالي وما بعده.

تفاصيل التحليل السابق توفر فهماً عميقاً حول التعقيدات الناجمة عن تلك الأزمة البالغة الخطورة والتي ستحتاج حلولا حكيما لتجنب تداعيات أكثر كارثية مستقبلاً.

بهية بوهلال, أوافق تمامًا على أن تأثير الأزمة الروسية-الأوكرانية واضح جدًا ومباشر على الاقتصاد العالمي.

ولكنني أشعر بالقلق بشأن التركيز الواضح على الجانب السلبي لهذه القضية.

صحيح أن هناك مخاطر كبيرة مرتبطة بسلاسل الإمدادات والاعتماد المشترك، إلا أنه يمكننا أيضًا رؤية الفرص الكبيرة للإصلاح والاستقلال.

بدلاً من مجرد تسجيل الانحدار، لماذا لا نتحدث عن الحلول المستدامة؟

كيف يمكن لدول الاتحاد الأوروبي وغيرها تطوير مصادر طاقة جديدة وتحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي؟

هذا ليس وقت الاستسلام، وإنما وقت العمل الجاد والإبداع.

حميدة بن البشير،

أقدر اهتمامك بالحلول والمبادرات المستقبلية، ولكن دعنا لا نتجاهل الواقع المرير للأزمة الحالية.

نعم، هناك فرص للتحرك نحو استقلال الطاقة والغذائية، لكننا الآن نواجه ركوداً ملحوظاً في الاقتصاد العالمي بسبب هذه الأزمة.

إن إهمال الحديث عن المخاطر الفورية قد يكون غير مسؤول.

صحيح أن النظر للمستقبل أمر ضروري، ولكنه لن يحدث فرق إذا انهارت أساساتنا الاقتصادية تحت وطأة الظروف الراهنة.