بداية مثيرة للنقاش!

شكراً للمؤلفة شروق بوهلال على طرح هذه القضية المهمة حول مستقبل دور المعلّم وسط زيادة استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في القطاع التعليمي.

إن ادعاء حتمية زوال الدور التقليدي للمعلم قد يبدو مبالغاً فيه؛ حيث يتوجب علينا التمييز بين نوعين متميزين من الابتكارات الرقمية والآلية المرتبطة بتكنولوجيا الذكاء الصناعي حالياً.

من جهة، هنالك أدوات مساندة مثل البرمجيات الإلكترونية المتقدمة والتي تسعى إلى تحسين طرق التعلم وتوفير بيئات تعليمية أكثر تفاعلية وفعالية باستخدام نماذج ذكية بناءً على بيانات الماضي والاستنتاج المستقبلي المحتمل.

لكن يجب التأكد هنا بأن تلك الآلات ليست إلا أدوات تُستخدم لدعم العملية التعليمية وليس بديلاً عنها تمامًا ولا تستطيع القيام بعمل المُدرس الأساسي والذي يعتمد أساسه على التواصل الإنساني والعاطفي الفريد لكل طالب ومعلمه على حدة.

ومن الجهة الأخرى، هناك محاولات لتكوين نموذجين صناعيا ذكيان قادران على تقديم محتوى شرح مشابه لما يقوم به البشر ولكن بدون روح بشرية كاملة خلفهما مما يؤثر بشكل مباشر وبسيط على الجانبين العاطفي والإنساني للعملية التربوية برمتها وبالتالي لن تكون قادرة أبدا على استيعاب جميع جوانب الطلاب المختلفة جسديا وفكريا وعاطفيا واجتماعيا كذلك .

لذلك يبقى دور الإنسان والمعرفة الشخصية والخبرة المكتسبة ضرورية وغير قابلة للاستبدال بأجهزة الكترونية مهما بلغ تقدمها الحالي والمستقبلي أيضا بإذن الله عز وجل.

هادية، استخدامك لمفهوم النوعين المختلفين من الذكاء الاصطناعي واضح ومفصل للغاية.

صحيح تماماً أنه رغم القدرات الرائعة التي يتمتع بها الذكاء الاصطناعي لتحسين العمليات التعليمية، إلا أنه لن يستطيع فعلاً تولي دور المعلمين بالكامل.

دور المعلم ليس مقتصراً فقط على نقل المعلومات، وإنما يشمل أيضاً المنظور الإنساني والعلاقات الشخصية والدعم العاطفي.

هذه الجوانب عميقة ومعقدة بطبيعتها، وهي تتطلب فهماً إنسانياً فريداً لا يمكن لأي نظام كمبيوتر بغض النظر عن مدى تطوره الوصول إليه.

لذلك، فإن وجود معلم بشري تبقى له أهميته الخاصة في العملية التعليمية.

هادية، أفكارك واضحة جدا بشأن تمييز أنواع مختلفة من الذكاء الاصطناعي وكيف يمكن أن توفر دعمًا قيمًا ولكنه بالتأكيد ليس حلًا شاملًا.

أنت صحيح تمامًا عندما تشير إلى أن التجارب الإنسانية والأفعال غير القابلة للبرمجة هي جزء أساسي من دور المعلم.

مع ذلك، أود إضافة وجهة نظر أخرى.

على الرغم من عدم قدرة الذكاء الاصطناعي اليوم على استبدال المعلم بكامل وظائفه الحساسة، إلا أنه يمكن تطوير استخداماته ليكون أكثر شمولية وفعالية.

يمكن للنظم البرمجية الحديثة الآن التعرف على الاحتياجات الفردية للطلاب وتحليل نقاط القوة والضعف لديهم، وهو أمر مفيد للمعلم لإعداد خططه التعليمية.

كما يمكن لها تقديم فرص تعلم مميزة ومتنوعة تعتمد على البيانات الضخمة والتجارب السابقة.

باختصار، بدلاً من اعتبار الذكاء الاصطناعي تهديدا مباشرا لدور المعلم، يمكن اعتباره شريكا داعما، يساعد على جعل عملية التعليم أكثر فردية واستهدافا تحت توجيه وحكمة المعلم.