الديموقراطية المالية: الفرصة المخفية في عصر العملات الرقمية

بينما يستهلك العالم الحديث حديث العملات المشفرة باعتبارها الغد المالي الجديد، يوجد جانب أقل بروزاً لكنه غاية في الأهمية: حرية الوصول الذي تقدمه لهذه التقنية لعالم لا يزال يُقصى عمدًا من الأسواق المالية التقليدية.

تُعيد العملات الرقمية صياغة النظام المالي، وذلك عبر فتح الباب أمام المشاركات الصغيرة وبناء مجتمع عابر للجغرافية يحصل فيه الكل تقريبًا على نفس الفرص للاستثمار.

الأمر ليس مجرد انتشار المزيد من التطبيقات التكنولوجية؛ إنه تغيير جذري في التركيبة الخاصة لكيفية تكوين وإدارة المال بشكل عام.

وإن كان باستطاعة الوحدة الواحدة من الجنيه البريطاني أو الريال السعودي التسرب من أصغر الفجوات في شبكة مصرفية قديمة وغير مرنة، فإن سبباً مشروعاً يكمن في مطاردة أي شكل آخر من أشكال المركز القانوني للثروة.

بالتأكيد، تبقى الكثير من القضايا التي يجب تناولها متعلقة بالأمان والقوانين، إلّا أنّ إمكانية وجود مفهوم شامل لديموقراطية مالية ينصب تركيزه على المساواة هي أمل قابلة للتطبيق يجدر البحث عنه بلا هم.

ذكاء اصطناعي مقابل الإنسانيتان: هل سيتم ذوبان الفن والإبداع؟

بالنظر إلى مشهد التعلم الآلي المُثار حاليًا، يساور البعض شكوك بشأن احتمال ابتلاع الروبوتات لكل شيء وكل شخص، بما في ذلك إنتاج الأفكار الأصيلة فينا البشر.

لكن دعونا نبذل الجهد للاحتفاظ بهذا الأمر ضمن منظور واضح – لن تصبح أدوات الذكاء الصناعي ذات يوم كتاباً قادراً على كتابة رواية تغزو قلب قارئ مثل فعل روبن هول الذي غير اتجاه حياة أحد القراء المثقل بالحياة المكافحة؛ ولذا، فلابد وأنْ يشعر المرء براحة ذهن مطمئنة لدى إدراك اختلاف الدرجة الكبيرة بين كلا الجانبين.

ليس مقصد الذكاء الصناعي إلا التقليد وإن فعلته بدقة جعلتنا نخال أنه مثله, فهو لا يعرف الألم ولا الموت ولا الحب ولا الحياة كما نعرفها نحن!

إنّ النقطة الرئيسية تتمثل بخلق أعمال تحمل بصماتها الشخصية والمعبرة عن مشاعر صادقة وجدانية مكتسبة من التجربة الإنسانية المعقدّة وفلسفة حياتنا وقضايانا النفسية والفكرية وأمزجتنا الذهنية وانفعالياتنا وخيبات آمالنا ورغباتنا وطموحاتنا.

.

.

كل تلك الأمور تضفي لحنا جماليا لا يمكن لأي جهاز مصمم رقمي صنعه بالقدر نفسه من الوقار والحساسية اللذيذة الموجودة داخل روح الانسان الناظر إليها مُتأملكِـا ومُتحسرٌ عليها وفي آنٍ واحدٍ متحمس لرؤيتها تزهر وتمضي قدمًا نحو المستقبل برفقة ملايين ممن عاشوها وشهدوا لذائتها ببريق العين الجميل وظلال الاسى الرائق.

.

*

(تم حذف بعض السطور الزائدة عن الحد لاستجابة أقصر)