إذا كانت مفاتن البشرية جسرًا إلى فهم حقيقة التاريخ، فأنت في المكان الصحيح.
هل تواجد الطيور الطائرة يبرهن على موثوقية الشعاب؟
هل يبعث شمس الضحى على ظلال صادقة؟
كذلك نبضات قلب الإنسان.
هل تخدعك رحمته أم تجبرك على إحصاء جرائمه؟
أين كانت "الإنسانية" في يوم الاستعمار، حيث قُطِّعت ملابسة بشق السيف؟
وأين كانت عند ترك أبناء الجزائر تحت غبار نيرانها للأميال دون رحمة أو صبر؟
هل كان "شعور الإنسان" مصدر عطف وإنسانية، أم هو اختلاق بالغ الجحود؟
ولكن هل التاريخ لا يتجاوز إلى حضارات طُعِّنت في ساعة ولادتها؟
كانت أمريكا مأوى للشعوب الأولى، تحت نظر رابط بين السماء والأرض.
فقدُّوا هذه الروابط من أجل "الحضارة" التي جلبها المستعمرون الغربيون متتبعًا خطى الخيول والأسلحة.
إذا كان يُقال لك إن البشر طيّبون بفطرتهم، فلنظر في سجلات المستشفيات على مر العصور.
هل تناسى أيضًا نسخة الألم التي يُمارسها إنسان على آخر، تحت زجاج دواء وظروف؟
لقد خان الطب حتى أثمن مثالبه.
فكر في ساعات الإرهاب التي قضى بها الملايين تحت رحمة شمس غائبة، تحت عيون بشرية كانوا يُصدقون أنهم إخوة.
هل هذه هي الإنسانية؟
هل هذه هي الرحمة التي تشغف النفوس وتعزز الأرواح؟
الرحمة، إذا كانت أكثر من خرافة للضعفاء، فلماذا يظل الجولات التاريخية مُدارَّسة بحوادث دموية؟
أين هي في زاوية المحك والتبرير على لسان قوى ترغب في استعباد الأقلاء؟
لا تضلل نفسك بالخطابات التي يُلقيها حكام كالمصافحة دون ضمائر.
إذا أردت فهمًا، استعن بمخزون البشرية وأسئل نفسك: هل تنجح الإنسانية في حين أن التاريخ يُروى من قبل القادة غير المسؤولين، دون شهود سوى رموز لا يتركها إلا الجحيم؟
فعلًا، هل تظل الإنسانية مجرد وهم؟
أم هي خدعة قديمة نشأت على سطوة من يحكم بالقوة دون روابط إلا في المفاهيم الباطلة؟

12 Kommentarer