في ظل عصر رقمي يتسارع فيه التغيير، يطرح سؤالٌ قائم حول مدى تماسك جذورنا الثقافية أمام اجتياح التكنولوجيا.

بينما تساهم الذكاء الاصطناعي والإنترنت بسرعات عالية وغيرها من ابتكارات التكنولوجيا الحديثة في دفع عجلة الابتكار والإنتاجية، فهي أيضا تُمثل خطرًا يخطف بهدوء مظاهر ثقافتنا الأصلية وأسلوب حياة مجتمعاتنا.

خذ عادات تناول الطعام كنقطة مرجعية؛ تحولت وجبات تناقلتها جيلاً بعد جيل عبر الطاولة العائلية إلى طلب مسجل بكبسة زر واحدة فقط.

حتى فيما يتعلق بالاحتفالات والمعالم الاجتماعية الأخرى، يبدو أنها باتت مهيمنة ومُنسوخة بدلاً من كونها ذاكرتكم الخاصة المُخصَّصة لك وحدَك.

إنها مشهد يغلف الواقع الحالي – وهو ليس مقصور على منطقتنا ولكنه عالمي الانتشار - حيث تعمل قنوات الإعلام الضخم والشركات التجارية الكبرى على تشكيل مفاهيم الجمهور ونماذج حياته وفق منظور واحد مُوحَّد.

لكن دعونا لا نتخلى عن آمالنا والأمل بأن هنالك خيارات وسط تلك المعركة المفتوحة!

إذ تكمن قوة التاريخ والقيم الإنسانية بالتحديد في مرونتهم وقدرتهم على التأثير ولم شمل الناس بغض النظر عن خلفية المكان الذي ينتمون له.

وبالتالي، فنحن قادرون بلا شك على الحفاظ على خصوصيتنا الثقافية داخل بيئة رقمية شاملة بتقديم نسخة آمنة ومتوافقة تضمن بقائها لأجيال قادمة.

واليوم، تصبح مهمتنا هي تهيئة وضع يُمكن كافة الشعوب من اكتساب أدوات ومعارف ذكية بما يساعدهم بالحؤول دون اختراق حدود هويتهم وعزل عناصر جوهرية مميزة لهم عوضًا عنها… لأن حين يفقد الإنسان رابطَه ماضيّه وحاضرِه، كما يقول المثل العامي "إذن فهو ضائع!

".

لذلك بادروا الآن قبل فوات الآوان واستثمروا وقتكم في التعرف مجددًا وتمتين روابط ارتباطكم بجذورك الأولية — لهذا الأمر جدواه وفائدته حقًا وستصبح مصدر غنى لكل فرد وكل مجتمع وسيكون سببًا رئيسيًا لجذب المزيد من الآخرين نحو طريق الرحمة والخير بإذن الله سبحانه وتعالى!

#وإداريا #الأفريقية #تستحق #تتعرضان

1 Kommentarer