النظام البيئي: درسين من التاريخ الطبيعي والتعليم

تتألق الدراسات المقارنة للزمان والمكان عبر "أم سعد" وبيئات الحياة البرية بمدى أثرها العميق على الحركة الإنسانية والقواعد الناظمة لكوكبنا الحي.

وفي حين يعمل المكان كتعبير ثقافي واجتماعي في نجيب محفوظ، فهو يشغل دوراً أكثر تكاملاً في سلوك ومعيشة الحيوانات.

ومن داخل الفريضة الدموية للحياة البرية —حيث يقوم الصقر والأسد والجراب باستخلاص دروس هائلة من التكيف—نستنبط أهمية التنويع الإيكولوجي.

لكن الدرس الأقوى ربما يكون عن التأثير اللافح للقوارير الجليدية والكوارث المرتبطة بالحفاظ على نوع.

فبقايا الديناصورات والتنوع الرائع للثُّعَيْبانِ يرغمانا على إعادة تعريف تصوراتنا لماضي أرضنا، بينما يوضح طائر الحب روابط التفاهم التآزرية ومَعالجات الوحدة البدينية.

ويتوسّع اهتمامٌ بالعالم الطبيعي ليعبر عن مدى اكتماله ويتفرّد بكل عرضاته اللامحدودة.

فلدى فرضية بحرية ضخمة لقهر البحار، وشريك حربي مألوف ليقطع المساحات الصحراوية، وزورق تراثي يحافظ على خطوط الذكريات المديدة لكل مجتمع.

.

.

لابد وأن نعترف بأنه لا يوجد نقص في عبقريات الملكوت المنظومة.

وكل تلك ينادي بحاجة ضرورية لرعاية التدافع المُتكاثَر للعناصر الفيزيائية وهو فضاء مُمتحن بالتغير وعدم اليقين فيه.

وفي خضم بحثنا عن خارطة الخالق الأصلية لوجودنا، يتوجب علينا أن نحفظ رباطتنا واقتدارنا نحو اختبار التجارب المؤقتة للأزمات الخارجية والثبات الداخلي الدائم للتزام هداية المولى عز وجل.

فالطبيعة تختزل بفلسفة علوم التربية وإرشادات توجهاتنا العالمية لنكون مسؤوليين تجاه الجميع ابتداءً بذواتنا ومنتهىً بالإيجاد كله.

لذا فلنتذكّر بأن تعلم حياة الأشياء أكثر من خلاصة جسمانيتهم الظاهرية بل بما تحمل روحياً من نموذج نبني عليه أحكام وجودنا واستمراره.

ولذا يبقى دور المؤسسات الأكاديمية جزء أصيل لبناء جسر معرفي مهم يسمو برؤية شباب اليوم للفهم الأمثل لعالم بلا أماكن قصوى ولا متطرفين بل تناغم ثابت المصدر من الآلاء الربانية المجيدة.

1 Comments