الثورات والتحالفات: دور المسؤولية الجماعية في حقبة عدم اليقين الدولية

في حين أن نجاح الثورات غالبًا ما يكمن في جهد مشترك للناس، تواجه الأمم اليوم أيضًا توترات geopolitica مرتفعة ونظامًا دوليًا يقوم على مصالح قوية متحاربة.

وفي هذا الركام المتشابك، تصبح مسؤوليتنا ككيانات سياسية وشعبية أكثر إلحاحًا.

على الصعيد المحلي، إن تحقيق الانتصارات الناجحة أثناء الثورات وكذلك الامتداد بعد انتصارها تستوجبان نفس الرؤية البناءة: رؤيتها واضحة ومعرفة بأن الأهداف المشتركة توحد النموذج الجديد الذي يستحق بنائه.

عندما يلعب العلم دوره بصفته خادمًا للعقلانية البشرية وليس السيد المطلق، إذ ذاك يمكنه المساعدة في توجيه القرار السياسي المتداخل وغير الواضح روشن بزاوية صحية وقانونية أخلاقية.

هذا النهج نفسه مهم عند النظر إلى الاختيارات الاستراتيجية العالمية.

لا يمكن لدولة واحدة أن تبقى ساكنة بل يجب عليها تحديد موقفها بدقة بعناية تجاه نظام عالمي في حالة تغير مستمر.

وهذا ليس فقط بسبب مخاطر مغبة الانحياز الخاطئ (مثل تلك الموجودة في العراق وسوريا وأوكرانيا) وإنما أيضاً لأن العالم الأفضل الذي نسعى إليه لن يكون واقعاً إلا عبر شبكات متنوعة لكنها مرتبطة بقوة تربط بينهما مساعي مشتركة – سواء كان ذلك داخل الحدود الوطنية الشاسعة للسودان الحديثة وبينه وبقية العالم العربي والإسلامي الأكبر حجماً والذي يعمل الآن بوسائل عديدة لجلب طاقة مدمرة من الخارج عبر سفاسف خلافاته الداخلية وخيباتها الأمنية المتراكمة منذ زمن طويل .

لتحضير لأنفسنا لهذا الجدول المُغيِّر باستمرار ، فلنتذكّر بأن جهود كل يوم تضغط باتجاه هدف أكبر يتمثل بحفظ حقوق شعوبنا وصون سلامتهم وضمان فرصه قدراتهم على بلوغ أعلى درجات الحياة المعيشية الكريمة والكرامة الإنسانية المجردة التي ليست عرضة للتلاعب حسب مزاج القوى المتحكمة بالعلائق الدولية حالياً .

إنها المساهمة الشخصية المباشرة نحو جعل زخم التغيير العالمي لصالح الناس وليس نسخة أخرى مماقد مضى من قصص الاجرام الدولي تحت مظلة 'الدفاع عن حرية' .

ختاما : يبني مجتمع قادر علي تحمل أعبائــه بتعاون فعال لدى كافة طبقاته الاجتماعية قاعدة لإعادة تعريف التنمية الاقتصادية كهدف أساسي تساهم فيه الحكومات بإدارة رشيدة للنظم العامّة ولا يكبل عملها أي نوع من أنواع الحكم الذاتي اللاخلاقي للفئات المغتصبة لقرارات الدولة باسم 'سيادتِـــها'.

كذلك الأمر بالنسبة لدول ذات نفوذ جيوبولييتي ركين فهي مطالبه باحترام مرونة وصمود تلك الجمهوريات الشباب والقائمة حديثا .

فالجميع متحدين ضمن رحلة البحثعن السلام والاستقرار والحريات المنتظره أصلا ولاتبغي عنها الا تكرارا مجددا لسلوك الطغيان القديم!

1 التعليقات