التوازن الدقيق: ضمان بقاء الروح الإنسانية في عصر الذكاء الاصطناعي والتعلم الرقمي

مع توسع التكنولوجيا الرقمية جذورها في مجالات حياتنا، بما فيها التعليم، فقد أصبح من الضروري مراعاة الآثار الكبيرة لهذه الثورة على جوانب الشخصية البشرية والأثر الاجتماعي.

فبينما يوفر الذكاء الاصطناعي والتعلم الإلكتروني فرصاً واعدة لتحسين الوصول إلى المعرفة وزيادة السرعة العملية للمتعلمين، إلا إنه يجب علينا أيضاً الاعتدال بشأن الحفاظ على جوهر العلاقة الإنسانية والتفاعلات البدنية والنفسية اللازمة للنمو الشخصي الصحي.

ومن المهم الابتعاد عن رؤية هذه الأدوات باعتبار أنها الحل الوحيد لكل مشكلات التعليم، لكن عوضاً عن ذلك فهم دورها كمكمّل مهم ضمن نظام شامل لتعزيز المهارات الأكاديمية وبناء شخصيات شبابنا.

دعونا لا ننسَ مغزى وجود الشريك البشري والمعلم المبدع الذي يعطي أهميته لحياة طلابه خارج حدود المعلومات المكتوبة، حيث يشجعون التواصل الاجتماعي ويعزون إليهم القدرات الذاتية للتطبيق العملي لما اكتسبوه معرفياً.

ولا يغفل بنا الوقت أيضاً عن التأكد من تنفيذ واستخدام وسائل التكنولوجيا بطرق تواكب الأعراف والقوانين الإسلامية وتجنباً لأوجه الاستخدام غير المرغوب فيه والذي قد يؤدي إلى تغييراً سلبيًا ليس مقبولًا بل مدمر للحضارة الإسلامية وثقافتها الأصيلة.

ولذلك، من الواضح ضرورة وضع خطوط توجيهية وتعليمات تضمن توفر بيئة تعليم رقمية تلتزم بالقيم والمبادئ الإسلامية، مما يسمح بتلبية احتياجات الجماعة الحالية والمستقبلية.

وستخلق تلك الخطوة نهجًا هجيناً موحدًا يساعد جميع المتحمسين لاستيعاب العلم الحديث بل وفهمه باستخدام أداته الخاصة وهو الإنترنت بشرط ضبط تلك الأداة وفق منهج قائم علي أساس صحيح وموثوق به دينياً واجتماعياً.