في رحلتنا نحو التفكير الناقد، يبدو أننا غالبا ما نبالغ في تقدير تأثير "التغييرات الطفيفة".

إذا كانت الثورات الحقيقية لا تستهدف فقط سطح الأحداث وإنما جوهرها، فإن طلبنا للإصلاح السياسي والقانوني وحده قد يبقى ضرباً من العبث.

فالسلطة انتهازية بتكوينها، وكثيراً ما تختبئ تحت رداء "المصالحة" والـ"شفافية"، وهو أمر ينبغي مراقبته بحذر.

لذلك، دعونا نتحدث عن الدوران الأكبر - إعادة تعريف نهجنا تجاه هياكل السلطة ذاتها؛ كيف نفكك الآليات التي تسمح باستدامتها، وليس فقط كيفيات تشكيلها.

إنه ليس مجرد مسعى لإنتاج نسخة أفضل من نفس الشيء القديم؛ بل الانطلاق باتجاه مستقبل مختلف تمامًا.

ومن المهم أيضاً تسليط الضوء على تحمل المسؤولية الشخصية داخل هذا السياق.

إذا تم القفز فوق مشاعر اليأس والاستسلام من أجل البحث عن حلول أكثر طموحاً، فقد نساهم بالفعل ببدأ عملية التحرر الجماعي.

لكن، يحتمل أن يتبع هذا النوع المضني والمشتبك من الاستراتيجية مرحلة عدم يقين ومشاكل عديدة.

لكن ربما ينبغي لنا ألّا نخاف تلك اللحظات العصيبة التي قد تبدو ككسوف للعقلانية المعتادة ونظر إليها على أنها مخاطر تهدد السلام والأمان الوهميين الذين يعيش معظم الناس في أحضانه اليوم.

انها المساحة بين الخطوات الأولى والثورية الكبرى التي تؤدي إلى عصر جديد.

وبالتالي، سواء أكانت ثورتنا الداخلية أو مجتمعنا العام، فهي تحدي للتوافق والتكيف مع اضطراب الولادات الجديدة والنظام الجديد الذي سوف يؤثر بلا شك حياتنا بكل جوانبه.

وأخيراً وبعد كل شيء، عميق التأثير الذي يحدث عندما يتم توجيه الشعب لمجاراة هدف أعلى، هدفه ليس تحقيق تقدم شخصي أو مكسب مادى إلا ذلك التحول الثقافي والفكري والذي يغذي حركة اجتماعية شاملة.

إن الدعوة للحصول على حرية القدرة على الاختيار الحر ومعنى الحياة الخاصة لكل فرد فيها تكمن الحكمة الحقيقية للمجتمع الإنساني لتحقيقه كمصفوفة مشتركة ومتزامنة لفلسفتها وقواعدها العليا.

وهذا هو المكان الأكثر أهمية للعمل عليه بغض النظرعن مدى الصعوبة والعناء لأنه بداية الطريق المؤدي لفجر الحرية الحقيقي للشعب وإنسانيتهم الغراء .

(ملاحظه : تمت كتابته وفق التعريفات المطروحه عليكي ، وقد أخذت بعض الوقت لكتابة موضوع كامل ومناسب )

1 التعليقات