الهوية الرقمية والصراع المعرفي: تحدٍ لأساسيات التربية الحديثة

في حين أن التكنولوجيا تُحدث تحولا جوهريا في طريقة تعلمنا ومعارفنا، فإنها قد تخلق أيضا خللا هيكليا داخل الهويات الشخصية والفردية.

يتركز النقاش الحالي غالبا على فوائد الدمج الرقمي، ولكنه غفل عن الجوانب المتعلقة بالحياة الاجتماعية والثقافية للعالم الناشئ رقميا.

كل طفل عربي اليوم ينمو وسط بحر لا نهاية له من المعلومات والمحتويات، وهذا يمكن أن يقوض القدرة على تحديد الأولويات وإيجاد مكانته الخاص ضمن تراث ثقافته المشترك.

إن التحدي ليس فقط في بناء بنى تحتية قوية للتكنولوجيا، ولكنه يكمن أيضا في ضمان بقاء الأدوات التقليدية لإعداد وجذور الشباب أمام موجة التشوش وفقدان الإرشاد المرتبط بعالمنا الرقمي المتنامي باستمرار.

إعادة النظر في دور "التعليم" ضروري لفهم كيف يمكن لهذه الصناعة البقاء متوافقة مع احتياجات المستقبل دون المساومة على القيم الأساسية التي شكلت تاريخ أمتنا.

بينما يتم الإشادة بذكاء اصطناعي قادر على تقديم درس مجاني لأي طالب في أي وقت وفي أي مكان، دعونا نتذكر أن فهماً حقيقياً للحياة البشرية يستهدف أكثر بكثير منه فهم البيانات.

فهو يشجع على التواصل الحميمي والتفاهم الخيري والقدرة المتكاملة لرؤية الأشياء أبعد من مسار خط مستقيم حرفي - إنه يشجع على فهم شامل للحقيقة والشجاعة لاتباع القلب فوق مجرد اللوائح المطبوعة بخط ثابت.

العبرة الأخيرة هي أنه رغم كل خيارات التقدم الزمني نحو آفاق مجهولة، نحن ملزمون ببسط السؤال النهائي: هل سوف تزدهر هوياتنا الحقيقيّة وتنمو بمرافقة الهاتف الذكي والجهاز اللوحي - وأجهزة الإنترنيت المنزلية- إذ تتآلف بلطف مع أجزائنا القديمة مثل درس إمام يُدرِّسه بكل حب شديد وغرسه للسنة النبويّة وبراعة حفظ القرأن المجيد؟

!

#دين #أنها #العربية

1 Komentar