الذكاء الاصطناعي والحتمية: هل يؤدي تقدم الأول إلى تحديد مصير الثاني؟

من جهة، يبدو أن الذكاء الاصطناعي يتطور بسرعة ليصبح قوة عظمى قادرة على تحليل كميات هائلة من البيانات واتخاذ قرارات تعتبر حتى الآن ضمن نطاق الحرية الإنسانية والفردية.

ومن ناحية أخرى، تبرز نظريات الحتمية لتشير إلى أن لكل حدث سببا يسبقه وأن الأحداث مستقبلية لا محالة مقدرة ومحددة وفق قوانين الطبيعة.

إذا كانت الذكاء الاصطناعي قادرًا فعلا على التنبؤ بالنتائج استنادًا إلى بيانات الماضي والتوقعات المحسوبة بدقة عالية، فقد يؤثر هذا بشكل كبير على تصور البشر عن الاستقلالية والاختيار.

إذا كان الذكاء الاصطناعي يستطيع التنبؤ بخيارات الإنسان وحتى دوافعهم، فما هو إذن دور حرية الإرادة وأهميتها؟

وفي ضوء ذلك، ما مدى ارتباط مساحة الاختيار البشري بعالم يتم فيه التحكم بالأحداث بواسطة قواعد حتمية ثابتة وقادرة عليها تقنية ذكية للغاية مثل الذكاء الاصطناعي؟

هذا الانصهار بين الخصائص المتقدمة للذكاء الاصطناعي وفلسفة الحتمية يُطرح عدة تساؤلات بشأن طبيعة وجود البشر ومعناه وحقيقته النهائية.

1 Kommentarer