المعرفة ليست سلعة؛ إنها حق:

بينما تتحول العديد من الصناعات نحو الاقتصاد المعتمد على الملكية الفكرية، يبدو أن العلم والأبحاث مهددتان بفقدان جوهرهما الإنساني.

يعد قطاع التكنولوجيا مثالاً واضحًا على ذلك - حيث توفر بعض الخدمات مجانًا ولكن بنوعية أقل بسبب الاعتماد الضخم على البيانات الشخصية والاستغلال التجاري.

لكن يجب ألا نخدع بأنفسنا بزعم كون العلم مجرد منتج قابل للبيع والشراء.

فهو أساس تقدم الأمة وحجر الزاوية لاستقرارها وطموحاتها المستقبلية.

إن استبعاد الفقراء والمعوزين من الوصول إليه يعني حرمانهم من فرصة تغيير واقع حياتهم واستعادة الكرامة البشرية لهم.

إن رهن العلوم للربح الشخصي ينتهك الآليات الطبيعية للحياة نفسها - إذ تكمن أهميتها كمصدر مفتوح للإنسانية جمعاء وليس ملكا حصريا لمجموعة قليلة من الأشخاص الغنية والقوية.

وهذا هو السبب الذي يجعل الحكومات والدول ملتزمة بتوفير فرص تعلم واسعة الانتشار ودعم البحوث الجامعية لتحقيق مصالح عامة عليا أبعد بكثير من المكاسب المالية قصيرة النظر بل تتجاوز نطاقها الوطني أيضا .

وفي النهاية، فإن المساعي المعرفية ليست وسيلة للاستخفاف ولا مجال للتلاعب السياسي؛ فهي جزء حيوي من هيكل حضارتنا وثقافتنا الحديثة وليست مطمعا ترنو إليه المصالح الربحية الخاصة.

ولذا فقد آن الاوان لأن نقرر جميعا عدم التفريط بثروة معرفتنا مقابل مكسب مؤقت مغرِ فالثمن باهظ جدًا.

1 Kommentarer