التراث الثقافي والعالم الرقمي الذكي: التوازن بين الاصالة والإبداع الرقمي

مع اقتحام التكنولوجيا كل جوانب حياتنا اليومية، تبدو مهمتنا كشعوب عربية البحث عن طريقة لتنظيم علاقتنا بها بما يحافظ على هويّتنا وثقافتنا الأصلية الغنيّة.

بينما نعترف بدورها القيادي في تغيير طرائق اندماجنا الاجتماعي وفهمنا للعالم، يبقى التساؤل قائماً: هل يكفي الاعتماد المطلق عليها لإدامة قيم وأعراف جذورنا عميقاً ضمن مجتمعاتنا؟

وهذا يقودنا لاستشراف مرحلة ثالثة من التطور؛ مرحلة الاندماج المتآلف -حيث يأتي الاختراع الابداعي ليُحسن من ظروف حياة الناس ويغذي لغتهم ويتواءم مع مناسبات ومعتقدات تاريخيين ملتزمون بالسياق الخاص بهم، وذلك عبر إنشاء منابر رقمية تعكس تنوع وجهات نظر ومشاركات متنوعة الجمع بين الروائح التاريخية وغابات البيانات الضخمة.

وهذه الخطوة ستفتح لنا أبواب فرصٍ جديدة لمناقشة وإعادة تصميم مفاهيم مغرقة منذ القدم وفق منظور عصري مبتكر وصالح للحاضر والمستقبل أيضاً!

وستمكن شبابنا وشيبنا حاذقي البصر من اكتشاف وقائع عجيبة غائرة وسط هاجرة مياه الماضي ولن يكتشفوها لولا سهولة وصولهم إليه بوسائل الاتصال الجديدة.

إن حلم النهضة العربية ــ المُعَايَب الآن بتنامي وسائل التواصل المفتوحة والذكاء الإصطناعـِيــِّــــــــ ــــ ـــ وتطبيقه العملى الناجع فى مختلف مجالات الحياة – ينادينا للمضي قدمًا باتجاه تحويل أحلام الآباء المؤسسين لعهد حديثٌ مبني علي فهم دقيق لحاضره وطموحيته نحو مستقبله الواعد .