السيادة الثقافية والعلمية: هل يمكن أن يكون التدريس باللغة الفرنسية بوابة لإدامة الاستعمار غير المباشر؟

قد سلطت دراسة الأستاذَين آدم زياد وشكراني الضوء على جانب مهم من سياسات التنمية اللغوية داخل المجتمع المغربي، لكن ما إذا كان ينبغي لنا توسيع منظورنا إلى أبعد من النتيجة المحلية فقط.

إن استخدام لغاتٍ اجنبيّة كجزء أساسى للتدريس يكشف عن تحديات أكبر مرتبطة بالسِّيادة الثقافيَّة والعلميَّة.

قد يؤدي التعامل المتزايد مع الأدوات المعرفية التي توظِّفُ لغات أخرى إلى عزلة الدوائِر الأكاديمية المحليَّـة عن ذاكرتها التاريخيَّة وفهم جماهيري مناسب لمحتويات المعرفة الأساسيَّة لدى شعوبها الأصلية.

إنها ليست قضية اختلاف بين لغة وعكسها؛ بل تنافسٌ بشأن موقع المركز الذاتي ضمن نظامٍ دولِي موحد يتطور بشكل مستمر.

لذلك فإن المطالبة بحماية هويتنا اللغوية والثقافية لا يعني الانغلاق، ولكنه يعبر عن حق مشروع في تحديد المصائر الشخصية والجماعية وفق رغبات مجتمعينا ولائحة أولوياته الذاتيين والقيميِن الخاصة به.

ويجب علينا أنْ نتساءَل الآن:كيف نحافظ على حقوقنا الأصيلة بينما نشارك بنشاط فيما تقدمه الإنسانية الحديثة لعالم أكثر انفتاحاً وتعايشًا بين مختلف الأعراق والأوطان والشرائح المختلفة؟

.

إن تبني خيارات تربويَّة ذات مغزى عميق وقابل للسياق يستوجبان اتخاذ قرار بالحذر والخُطَر المناسبِين نحو طريق التصميم البَنَّاء لكل تجربة تعلم فريدة وجوهريَة للحفاظ على هويَّة وطننا الثقافيَّة الشمولية والحافظة لها ضد أي خطر مُهدد للاستقلال الذاتي.

وبذلك يبقى الجدل قائمًا وساخنًا دائماًحول موضوع السيادة الفكريَة وحق الشعوب الأصلية باستقلاليتهم الروحي والنفساني!

(ملاحظة: تمت كتابة الفقرة الأخيرة كموجه منطقي وخاتمة عامة تجمع الموضوعات السابقة تحت مظلتها الواسعة)

1 Yorumlar