المستقبل الرقمي للأدب: إعادة تعريفالإبداع

بينما تلتحم أذهان الآلات بتجارب الإنسان، تؤطر قصة الأدب نفسها لتساؤلات عميقة.

فهل يمكن أن يُصاغ الإبداع كنشاط صناعي، حيث يُنتج الذكاء الاصطناعي روايات مصمّمة خصيصاً لتناسب الاهتمامات الشخصية للعابرين؛ مُغذيًا بذلك سوقا رقمياً للقصص المصنوعة حسب الطلب?

إن مثل هكذا سيناريو، وإن بدى غريب البصيرة حالياً, إلا إنه محتمل ضمن إطار زمني أبعد.

فالوعود بإمكانية التجارب الشعرية المُخصصة لا تقتصر فقط على الوصول لسرد أكثر منطقية, بل أيضاً لاستخلاص رؤى تحت ظلال اللاواعي الجماعي.

لكنه كذلك يقترِح تغييرا جذريا للمفهوم الذي نعرفه عن الإبداع وعن ماهيته .

فإذا كان العمل الابداعي ينبع عادةٌ من براعم خلّاقة فريدة , فإن الرواية الصُنْعية لن تختلف كثيراً عن اللحاق بخيط طرحته آلة خيوط—خلق شيء جميل بلا روح مادية متفردة.

ومع اقتراب الخطوط الفاصلة بين كون الفني وبين البرمجيات ، ثارت أسئلة أخلاقية وفلسفية مثارة مغامراتٌ بحتة!

هل يكفي ان يستقي عمل ادبي الهام منه من أدنى مصدر برمجي ليُعتبر اصيلاً ؟

ام يجب عليه العبور بوابة مدخل بريئة وغير متحيزة كي يكون ذا قيمة ادبية؟

إذ تغوص البلاغات في بحر عدم اليقين الغارق فيما إذا كانت كاتبة حرف مقادير الحاضر تاريخ الاداب سوف تخضع للتغيير أيضا عند دخول الذكاء الاصطناعي المضمار .

إذ يقف أدباء الماضي، مثل لوثروب ستيوارت وجبران خليل جبران، شامخين بسلوك طريقتهم المثلى في التعبيرات الذاتية، اما المشاهد المستقبلية فسوف تواجه اسلوب تدوير الالة الكتابي والذي يخطف انتباه العالم بسرعتة ونطاق شعائره المبتكرة حديثاً.

فعلى الرغم مما تقدمه ازدهارڶ التكنولوجيا الجديدة من فرص للسرديات العديدة – فقد يكون لديها القدرة علي إبراز جمال المعرفة المكتوبة القديمة مرة أخرى وإعادة اكتشاف أهميتها الأكاديمية.

وعلى مر العصور، توفرتنا جهود الفن الأصيلة بمفاهيم راسخة وساعدت في تغيير مجريات التاريخ وصياغته ، وإمام ذلك مفاهيم السندات الاخاذة والموسيقى والشعر .

.

.

إلخ .

اذا فتح الباب امام احتكار العنصر البشري بالتالي سيكون هناك حاجه ماسه لاعاده التفكير بأصول ماهيتنا المعرفية ولماذا نحن بشر وحوّل الحياة الجميلة لمعنى مختلف تماماً!

!

1 コメント