في حين تعتبر التكنولوجيا محركًا رئيسيًا للتغيير، فإن استيعابها في حياتنا اليومية، بما في ذلك التعليم وعالم العمل، يشير إلى ضرورة توخي توازن دقيق.

يُمكن لهذه الأدوات الرقمية أن تُوسع نطاق وصولنا للمحتوى الثقافي وتُسهِّل التواصل العالمي لكنها يجب ألّا تصادر هويتنا الذاتية.

دعونا نبادر باتخاذ قرارتنا باستخدام التكنولوجيا بعناية وفهم مدى تأثيرها على صيانتنا للحياة الاجتماعية والعادات الثقافية المعروفة لدينا.

وإن كان بوسع التكنولوجيا توسيع قاعدة معرفتنا وكشف قدرات مجهولة لأذهان أبنائنا فهي مطالبة كذلك بتعزيز روابط الولاء تجاه القيم الراسخة والتقيد بمبادئ الشريعة الإسلامية.

لا ينبغي اعتبار الذكاء الصناعي البديل المطلق للعلاقات الإنسانية وانغماسنا فيه قد يغرقنا بالحيرة حول تحديد الهويات الشخصية الخاصة بنا.

ولأن الإنسان مجبول على التعاون والبناء فهو جدير بأن يأخذ زمامه نحو وضع سياسات استخدام جديدة تحافظ على خصوصيته وتمارس حقوقه المدنية متجاوزاً بذلك جميع تحديات السوق المضاربات.

حينما نشهد امتداد رقعة آثار الثورة الصناعية الرابعة وعلى رأسها دخول الروبوتات مجال الأعمال فنحن مطالبون بأن نسعى جاهدين لصنع فهم مشترك لما يعني التمسك برقائِم أخلاقيات مهنتنا وثفافات منطقتنا وما يعكس ذوق شعبنا.

فالعدالة ستتحقق بالتأكيد إذا ما اجتمع الجميع بجسد موحد يعمل بروح واحدة يسطر صفحات تاريخنا الجديد تلك التي تتقاسم فيها "الآلة" والقلب مكاناً واحداً بكل عزيمة وشرف حسبي الله ونعم الوكيل !