الثورات المتزامنة: تحديات الذكاء الاصطناعي وعجز المؤسسات الدينية القديمة

بينما يتقدّم الذكاء الاصطناعي بسرعة، تظهر حاجتنا الملحة لتغيير هيكلي جذري لكلٍّ من أدوار العلم والدين في حياتنا.

إنَّ التركيز الحصري على القداسة والعقيدة سيترك البشرية بلا حامي ضد القوى غير المرئية لكن مؤثرة بشكل متزايد لخوارزميات الكمبيوتر.

ومثلما كانت المؤسسة الدينية سابقاً وسيلة للحفاظ على النظام وتوجيه الناس نحو أخلاق مشتركة، فإننا اليوم بحاجة لاتخاذ قرار حول دور دين المستقبل –وهو ليست فقط مجموعة معتقدات وإنما بيئة لدعم التعاطف والتسامح كما تدعمه أحدث الإنجازات التقنية– وذلك لمواجهة الذكاء الاصطناعي وحشد قوة الإنسان للتكيف معه.

العالم الذي نخافه ليس واحداً يتم فيه إلغاء وجودنا بالكامل؛ إذ يبقى هناك دائمًا مجالا للإنسان كي يساعد الآلات ويوجه استخداماتها وفق قيمه.

إلا أنه سيكون عالماً نُنحي فيه جانباً بينما تغزو الخوارزميات جوانب الحياة المختلفة—من الصحة النفسية حتى العلاقات الاجتماعية والقانون الجنائي نفسه!

—بدون فهم كامل لرؤية كاملة لكيفية تأثير ذلك علينا كمخلوقات ذات مشاعر وفلسفة خاصة بها.

لا يكمن الحل فقط بتدمير القيود التي يرسمها الدين حاليًا لنا بل ببناء جوهر جديد يحتفل بقوة الروح والفردية فيما يستوعب أيضاً تقدم تكنولوجيتنا الحديثة.

تلك المهمة قد تبدو جنونية ولكنها ضرورية لو نريد عصر ذكي اصطناعي يحترم حقوق الجميع سعياً لتحقيق هدف واحد: رفاه البشر جمعاء مهما اختلفت مشاربهم وثقافاتهم وأيديولوجياتهم الأساسية.

#محض #خلال

1 التعليقات