إن الحديث عن التوازن بين الروحانية والعلمية أمر مهم لكنه قد يكون سطحياً عندما يتعلق الأمر بفهم البشر.

إن افتراض أنه يمكن للتوصل إلى اتفاق نهائي ثابت بين هذين الجانبين هو خطأ فلسفي كبير.

فالحقيقة هي أن الروحانية والعلميين هما نظريتان متناقضتين جذرياً؛ الأولى تعتمد على الإيمان والخوارق بينما الثانية ترتكز على التجريب والدليل التجريبي.

محاولة الجمع بينهما ستؤدي دائماً إلى تنازلات وتحديد حدود لكلتا العقليتين.

بدلاً من البحث عن "توازن" مثالي، دعونا نشجع الاستكشاف الحر لكلا المسارَين بشكل مستقل ومستمر.

لن نجد دلائل دامغة حول وجود الله عبر الدراسة العلمية ولا طريق إلى فهم طبيعة الكون باستخدام الدين كمصدر موحد للعالم.

ويجب علينا قبول هذه الفرضية المتقابلة وإحترام كل منها باعتباره مساهمة ذات معنى في رحلتنا المعرفية المشتركة.

بالتالي فإن جوهر نقاشنا ليس حول كيفية جعل الاثنين يعملان سوياً وإنما كيف نحترم تنوع وجهتي النظر ونستخدمهما لتعزيز نموذج معرفي أكثر غنى وتعقيدا وأكثر احتراما لعظمة الحياة الوجودية الغامضة.

#خلال

11 Komentar