السيادة المعرفية: من يحدّد ما تعلمناه ولماذا؟

في عصر تتداخل فيه التدفقات الهائلة للبيانات والتقنيات الجديدة بسرعةٍ لا تُضاهى, يكمن خطر فقدان "السيادة المعرفية".

ليس فقط بشأن الأيديولوجيات المُفرَضة أثناء عملية التعلم, وإنما أيضا حول الانتقاء الاصطناعي للمعارف التي تصل إلى جمهور الطلاب.

فعلى سبيل المثال، بينما قد توفر التكنولوجيا فرصاً للتجارب التعلمية المثيرة, يمكن استخدام نفس أدوات التحكم والتوجيه لتحويل تركيز المعرفة بعيداً عن الموضوعات الحساسة أو غير المتوافقة مع أهداف مستثمرين معيين.

هذا الوضع يتجاوز المشاكل التقليدية مثل الغموض السياسي داخل النظام التربوي؛ بلْ يشمل القضية الأكثر دهاء وخطورة - وهو كيفية تحديد ماهِية ونوعية وأولويات المعلومات التي نتعرَّف عليها وكيف نُؤدِّب أولادنا على فهم العالم حولهُم بصورة مفتوحة ومتوازنة ومنصفة.

إن السيطرة علي إنتاج وفهرست وتوزيع ومعنى وحصرية الخرائط الذهنية والمفهومات الأساسية –هذه كلها الآن مواد ذات أهمية قصوى نحو تحقيق الاستقلال العقلي والفكري الحر الذي تستحقه الشعوب والدول.

1 Kommentare