المسارات المتوازنة: دمج التكنولوجيا مع العدالة sociale

رغم قدراتها الرائعة، تفتقر رؤية التفاؤل التكنولوجي إلى المقومات اللازمة لتحقيق التحولات الجذرية في المجتمع إن لم تُرافَق باصلاحات جذرية أخلاقية واجتماعية.

فالكثيرون يستخدمون التقدم الرقمي لتقوية الأنظمة الموجودة، عوضاً عن خلق فرصة لإحداث توازن اجتماعي وعادل.

بالنسبة للعملة والسوق المالية، إنها ليس أدوات صرف وحسب بل أيضًا وسائل دفع ومحفزة للغرائز البشرية.

تتسبب الثقافة الرأسمالية المُهيمنة غالبًا في جعل الناس يخضعون لدائرة مستمرة من الاستهلاك والتملك بدلاً من البحث عن المعنى والمعرفة.

تغيب أهمية الحياة الروحية والحكمة الإنسانية عند التعامل معها كمجرد مُنشِئات مادية قابلة للملكية والتحكم فيها.

وأخيرا، تدَّعي تقنية مثل البلوكتشين والإعلان عن "الحوكمة الإلكترونية" تحقيق الديمقراطية والشروط العادلة للجميع، ولكنه خداع فارغ إذا جلست السلطات ذات النفوذ القديم فوق عمليات صنع القرار داخل هياكل الحكم الغامضة وغير الانتقالية.

وكما قال أحد الحكماء: «الشمس قد تضيء الظلام لكنها لا تزيل الأشجار الميتة».

لذلك يتطلب الأمر العمل نحو هيكل مؤسسي نظيف ومعادٍ لفكر المركزية الآن.

وهكذا, تشير هذه الأقسام الثلاث -الدعم التكنولوجي مقابل التغيير الاجتماعي ،والنمو الاقتصادي ضد فهم الذات ،ومفهوم الحكومة المفتوحة كنظام متحرِّر– جميعُها إلى نقطة حرجة واحدة : وهو ضرورة الموازنة بين التطبيق العملي للفلسفة الحديثة وبين ثقافتنا التي تنتمي لعصور سابقةلتجنب مخاطر عدم التواصل والاستبعاد .

1 تبصرے