الديموقراطية: لعبة الأقدار المُسيَّرة أم اختبار للروح الإنسانية؟

بينما تستمر أصوات المنتخبين في الصدى حول العالم، إنها اللحظة لإعادة النظر فيما إذا كان النظام الديموقراطي بالفعل يعكس آمال الجماهير -أو إنْ كان هو نفسه قد أصبح أداة للتلاعب والنفعيّة.

تلك الوعود الانتخابيّة المتكرِّرة، والأيديولوجيات الواعدة بتغيير مجريات الحياة؛ هي مجرد مسرح يُدار خلف الكواليس بيد القائمين عليها.

إنه ليس الغياب المطلق للمساءلة والنزاهة ضمن الأنظمة الاستبدادية ما يجعلها أقل جموحًا نحو الخير البشري، بل أيضًا وجود الظلام داخل هياكل الحكم الديمقراطي نفسه.

إن الفرضية بأن الديموقراطيّة الحل النهائي لكل مشاكل العصر الحديث تبدو وكأنها تشبه افتراض أن العلم سيعالج جميع الشرور الاجتماعية والجسدية.

فهناك دائماً تلك المساحة الشاسعة بين الوصف المبهر للنظام وآثاره العملية المباشرة على حياة المواطنين اليومية.

إذن كيف نحصد المرونة اللازمة لتجاوز عيوب سيادتنا الشعبية وتجنّب الوقوع فريسة لأولئك الذين يسعون للاستفادة منها بشكل انتهازي؟

ربما يكمن الجواب في توضيح الأدوار ومراقبتها وتعزيز الثقافة السياسية الواعية عبر إدراك أهميتها وإنسانيتها بدلاً من اعتبارها شكلاً احترافياً مقتصراً على الطبقة الحاكمة وحسب.

بهذه الطريقة فقط سنستطيع تحقيق حالة أكثر ديمومة للدولة المدنية ودعم حقوق وطموحات الجميع بغض النظر عن موقعهم السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

#أنه

1 Comments