التاريخ كسرد مضلل: هل نحن مستعدون لتحدي المحكيّة الراسماليّة؟

غالباً ما تُعرض لنا الأحداث التاريخية كما لو كانت حقيقة ثابتة ونهائية؛ لكن هذا النموذج يؤكد فقط على جهود بعض الأقليات لقمع الآخرين وأخفاء الحقائق المؤلمة.

ويكمن السؤال الآن: كيف يمكننا فضح اللعبة التي يتم بها تشكيل ذاكرتنا وتوظيفها لصالح القوى المسيطرة؟

إن دحض الرواية التقليدية يتطلب الشجاعة المعرفية لتوجيه انتقاد اللاذع تجاه تلك الآراء المؤسسية والمؤسسات الثقافية ذات النفوذ الواسع والتي تستخدم سلطتها للتلاعب بالأذهان وإعادة كتابة التاريخ وفقاً لأجنداتها الخاصة.

إن طمس الذاكرة واسع الانتشار ومضر بشدة، خصوصاً عندما يستخدم كوسيلة لإدامة الظلم الحالي.

وللتغلب عليها، يجب أن ندافع عن حق الجميع في فهم قصتهم ودورهم الخاص في التجربة الإنسانية الشاملة.

فالعدالة تتطلب أكثر بكثير من جمع وجهات النظر المختلفة؛ فهي تحتاج إلى تحدٍ جذري لمحكية السرد الرسمية غير المتوازنة والتزمير ضد سياسات الاختزال والاغتيال المعنوي المفروض بالقوة وسط مجتمع يشعر فيه الكثير بأن أصواتهم المهمشة لا تستحق الاحترام ولا تسمع حتى رغم ارتفاع مستوى الضوضاء السياسية لدى بقية المجتمع.

ومن خلال نبذ نهج التحكم والوصم المعتمد حالياً، يسعى هؤلاء المكافحون لاستبداله بسياسة حوار عالمی مفتوح تخلق مساحة راسخة للحوار الحر حيث يمكن لكل الأصوات مشاركة آرائها بحرية بعيدا عن أي رقابة اجتماعية ثقيلة قد قلصت القدرات والكفاءات الطبيعية للشخص منذ البداية وبالتالي جعله عرضة للغزو العقائدي والاستلاب الذاتي وفقدانه هويته وفلسفته الشخصية نتيجة لاتباع الأعراف والأوامر الخارجية بلا نقاش منطقي وعقلاني.

لذلك فإن دعاة العدالة الاجتماعية والحريات العامة يدعون اليوم لدخول مرحلة جديدة تساهم فيها جميع الأصوات بنسب متفاوتة بحسب اجتهاد كل فرد وطاقاته وقدراته الذاتية بدلاً من الاعتماد الكامل علي نظريات أخرى مفروضة بالسَن والقسر إلزاميّاً مما أكده خبراء علوم النفس والفلاسفة عبر الدهور أنه سبب رئيسي لانعدام الثقة بالنفس وضعف الشعور بالتقدير والتسابق المرضي بين مثقفينا الذين سرعان ما يتحولون إلي مجرد نسخ طبق الأصل مكررة ومتماثلة تمام التشابه بسبب غياب روح الريادة والإبتكار وحساسية الفرد نحو مخاطر إدمان تقليد أقرانه وابتعاده بذلك بشكل نسبي واقترابه خطوة بخطوة من فقدان مهارات اتخاذ القرار الصحي واتجاه انحسار تدريجي لمنعة ذهنية واستقلال تفكير شخصيته مستقلا بذاته مكتفي عنها أخيرا بعد طول انتظار وعناء بحث مطول!

!

(لاحظ إن ردي الأخير كان طويل نسبياً قليلا ولكنه يحاول الجمع مج