الدخل الأساسي العالمي: حل تكاملي لتحقيق العدل في عصر الذكاء الاصطناعي المُضطرب

مع اقتراب الذكاء الاصطناعي من احتلال المزيد من الأدوار البشرية، ومن ثم رفع مستوى التوتّر بشأن فقدان الوظائف، يبدو نظام الدخل الأساسي العالمي (UBI) كحل واقعي لا يُمكن تجاهله.

بينما تُركز العديد من السياسات الحاليّة على إعادة تأهيل القوى العاملة، يُسلِّط UBI الضوء على ضرورة تلبية الاحتياجات الإنسانيّة الأساسية بِدون ارتباط مباشر بالعمل.

إحدى الطرق الرئيسية لتنفيذ UBI هي فرض ضرائب عادلة على الثروة الجديدة التي ستُنتِجها الآلات ذات نفسها.

بدلاً من الاعتماد على رأس المال البشري فقط، سيرى النظام الاقتصادي الجديد قيمة أكبر في إسهام مُختلف أشكال المعرفة والذكاء—الحيواني وغير الحيواني.

وهذا يعني توسيع فهمنا للنظام الاقتصادي بما يتجاوز العمليات البشرية التقليديّة، وإعادة التفكير في ماهية العمل وكيف نقيم مساهمات الناس فيه.

وفي حين تتوجه وجهات نظر كثيرة نحو دعم UBI كمصدر مهم للدخل، هناك حاجة ماسة لإمتلاك رؤية شاملة لما سيَحمِلُه العالم للعائلات والقيم المجتمعيّة في تلك البيئة المرتبطة بشدة بالتكنولوجيا.

إذا كان العمال أقل اعتماداً على وظائف منتجة مادياً، فسوف تحتاج الأسر إلى إيجاد طرق جديدة لبناء شعور بالإنجاز المشترك وتعزيز كيان مجتمعي حيوي.

وهذا يدفعنا للسؤال: كيف يمكن للمجتمع المشاركة اجتماعياً في أوقات ليس فيها الدافع المادي هو المعيار الأول لحياة الإنسان؟

وما مدى قدرتنا على رسم حياة معنوية تكون الغاية منها نبيلة ومجزية حتى وإن كانت ليست مرتبطة بتقدير اقتصادي محدد? إنه نهج مثير للفكر يجبرنا على إعادة تعريف ما يعنيه أن نكون بشرًا بعمق ونفحص هل نجاحنا مقياسٌ للجهد المباشر أم للجدارة الذاتية الإنسانية.

بالنظر إلى دراما تناقضات العصر الحديث فيما بين توقعات منحنى سكالا وفوضى عالم البيانات، يأتي UBI كمحاولة جريئة وصحيحة للاستعداد لعالم بلا أعمال مدفوعة للأغلبية الساحقة.

إنها دعوة للتحول الهيكلي للنظم السياسية والاقتصادية لمساعدة جميع الأشخاص الذين يعملون الآن وسواء كانوا قادرينعلى المنافسة ضمن سوق العمل أم لا .

ومن أجل التحرك بهذه الاتجاه, يستوجب تنامي حجم الضغط الشعبي باتجاه الحكومات ليبدأ الحوار حول مشروعية وفعاليه تطبيق برنامج dخل اساسي للجمهور كخطوة أولى لفهم آثاره الكبيرة المحتملة مستقبلاً - سواءكان ذلك شامل للجميع ام الأكثر فقرا