الترابط العالمي: كيف تلهم النجاحات المحلية دورنا في الاقتصاد والأمن

في حين يتناول الجزء الأول مناقشات حول البنية التحتية والرياضة والتخطيط للحكومات (مثل جهود المغرب لإعادة التأهيل الحضري)، لا ينبغي لنا تجاهُل الدروس الغائبة خلفَ هذه الجهود - العلاقات الخفية بين البنية التحتية القوية والبرامج الرياضية المُحفزة وأثرها على القطاعات الاقتصادية والسياسية العالمية.

خذِ مثال فريق الشباب المغربي لكرة القدم؛ حيث تُظهِر قصة هؤلاء اللاعبين الشباب الولاء للثقافة الوطنية والشوق للمشاركة في مسرح دولي، لكن ما هو غير مباشر بشكل أكبر هي الرؤية الاستراتيجية للنخبة الحكومية.

إن `الإستثمار` في برامج رياضية موهوبة ليس مجرد دليل على الاعتزاز بالفن الشعبي، بل إنه يدل على فهم مهم بأن "الشباب" هم رcspitality القادمة لشغل وظائف عالية الرتبة والمعرفة داخل اقتصادٍ مبتكر.

ومع تحرك العالم نحو رقمنة واسعة النطاق وانتشار فرص عمل رقمية، بات يُنظر لعقول الطلاب الطموحين باعتبارهم ثروة وطنية حيوية.

وعلى غرار هذا المثال، عندما تتآلف الحكومة البلجيكية لبناء مطارات عصرية ومنظومة سككية مُحدثة، فهي ليست تبديد المال العمومي فحسب - إنها رؤية تضمن انفتاح بلد عليها أمام التجارة الدولية والسياحة وروافدة رأس المال الجديد الذي يساهم بدوره بمزيد من تنامي معدلات التشغيل لدى مجتمع مدني قادر على استخدام مهارات ذكيّة ابتداءً من هندسة العقارات وحتى التحليلات المالية.

ومن ناحيتن أخريات، بينما نشاهد مجريات الحرب الأوكرانية المُرهقة وقد أثارت قلق ساكني أوروبا وغربها، يستوجَب التذكّر بأنه رغم تمسك كل طرف بالقضايا المصيرية والخلافات التاريخية القديمة، الا انه بوسع تلك الأزمة ايضاً تقديم دروس جوهرية فيما خص الآثار الناجمة عن جموح النفوذ الامبريالي وعواقبه المدمرة.

.

ختاما ، دعونا نسعى لفهم أفضل للعلاقة الرباطة بين السياسات الداخلية وحضور الدول ضمن السياقات العالمية .

فلنفصل زاوية رؤيتنا ونكتشف مدى تأثير الاتفاقات محلية المصدرعلى حدود وصلاحيتها العالمية.