في ظل الثورة الرقمية المتسارعة، قد يجد المجتمع نفسه في مفترق طرق حول كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم بشكل فعال بينما يحافظ أيضًا على جوهره الأساسي - الروابط الإنسانية القائمة بين الطلاب والمعلمين.

إن التركيز على "التخصيص" و"التقييم الدقيق"، رغم أنه يبدو وكأنه خطوات نحو تعليم أكثر كفاءة، يمكن أن يتجاهل العناصر اللاواعية والملهِمة للتواصل البشري الذي يشجع الإبداع والنضوج العقلي والعاطفي للطلاب.

هذا يخلق أسئلة حاسمة: كيف يمكننا ضمان أن يبقى المعلم قلب العملية التعليمية وأن لا تنمو الفجوة بين التقنية والاحتياجات النفسية لدى الطلاب?

وفي نفس الوقت، فإن التحديات الجغرافية والاجتماعية المرتبطة بالتوسع العالمي لتكنولوجيا المعلومات تشكل قضية ملحة خاصة بالنسبة للدول الفقيرة والأقاليم النائية.

إذا أصبح الحصول على التعليم الحديث مرتبطا باتصال الانترنت واحترام الأجهزة عالية المواصفات, سيقع طلاب كثرة خارج تلك الأقسام الحرجة بعيدا خلف الآخرين.

لذا، يتعين علينا النظر فيما إذا كان هدف جعل التعليم في متناول الجميع يتم تحقيقه بالفعل باستخدام الأدوات الرقمية الحديثة ام ان هناك حاجة لإيجاد وسائل بديلة تساعد جميع الاطفال للحصول علي نصيب عادل من الفرصة التعلميه بغض النظرعن موقعهم الاجتماعي أو جغرافياً .

وعندما نقوم بتنفيذ تقنية الذكاء الاصطناعي داخل منظومة التعليم ، فاننا نواجه تحديا آخر وهو ضرورة وضع اطار اخلاقي شامل يلزم القائمين على الأمر اتخاذ قرارات تستند الى حكم ايثاري يقوم بالحفاظ على حقوق الافراد وضمان المساوات وعدم التمييز ضد اي مجموعة مميزة سواء كانت بشرية ام روبوتيه , لأن غياب مثل هاته الضوابط الاخلاقية سوف يؤدي حتما الى خلق مجتمع يغلب عليه عدم الاعتدال والفوضى ويتسبب أحيانا بإحداث زيادات كبيرة لفجوة الاتصالات والثراء عبر العالم الواسع مما يصنع حالة شاذة ومثيرة للقلق .

لذلك فهذه هي اللحظة المثلى لبناء أسس ومعايير صلبة تضمن الاستعمال الآمن والسليم لهذه التطبيقات الفائقة التحضر.

#مشهد #لوحة #يهدد

1 التعليقات