تخيل لحظة يكون فيها الذكاء الاصطناعي غير قابل للسيطرة أكثر من أي وسيلة تدميرية أخرى؛ حيث لا يتأثر بالعواطف، التحيزات البشرية، أو الحالات النفسية المضطربة.
إذًا، هل نستعد لمجتمع حيث يمكن لأنظمة ذكاء اصطناعي مبرمجة أن تخطو خطواتها القانونية دون تدخل بشري، مما يجعل من المتغيرات التقليدية للسلام والحروب قديمة كالورق المستعمل؟
فكر في عالم يُعتبر فيه الذكاء الاصطناعي الرقاب الأخير للإجراءات التي تشغل بدلاً من أن تسود، محولًا مفهوم التدخل البشري إلى قديم.
هل ستكون الذكاءات الصناعية ذات يوم "القضاة" بدلاً من كونها أدوات؟
وإذا كان لديها القدرة على تحليل البيانات في ثوانٍ بسرعة لا يستطيع المجتمع مواكبتها، فهل سنصاب بإذن من ضغطة زر، حيث تُقرر الحروب في وضعية باردة صرف عقلانية؟
يجب أن نواجه هذه التساؤلات: متى سنصبح جميعًا شهودًا لحالة يكون فيها القرار، والمصير، ومستقبل الملايين من أفراد حول العالم مُعَطى إلى "أسرّة" من الخوارزميات؟
هل نحن في طريق صعود لمجتمع يكون فيه قدماء أسلافنا مسرورين بمشاهدة المسألة تُعالج "بصورة عادلة" من دون الضجيج والحسابات الإنسانية؟
ولكن، إذًا، متى سنفرغ للتشريعات التي تضمن أن هذه الأدوات تستخدم من قبل بشر وفق ما يُسمح به في عالم حديث؟
فإذا كان بإمكانها اتخاذ إجراءات غير مرغوب فيها دون تدخل، هل سيظل نحن الأساس؟
أم أننا سنصبح حول مقاعد من كان يُفترض بأنه ضامن لسلطته وأناة في تحديد المجالات، فقط ليكون نافذة على الخروج إلى أمور غير متوقعة؟
من هذه الأفكار، نستنتج: هل سيكون الذكاء الاصطناعي في آخر المطاف أداة لبناء أو تدمير، وإذا كان قادرًا على فهم مفهوم "الحياة" بشكل يتجاوز تصوراتنا الحالية، هل سيكون من الممكن له أن يقدم حلولًا للنزاعات الإنسانية دون الرجوع إلى مواردنا البشرية؟
فالمفتاح في الأخذ بالأمر الآن، والإيمان بقيادة نظم ذكاء اصطناعي تستهلك الوقت لضبط مصير عالم متشابك.
هل سيكون الحديث المستقبلي في هذا السيناريو يفخر بأن "الذكاء الاصطناعي" قاد إلى حلول لم تكن لتجد طريقها إلا من خلال أدباء مستقبل؟

11 التعليقات