في ظل هذا عصر التكنولوجيا المتسارع، بينما نحتفل بسهولة الوصول إلى المعلومات والمساحة الكبيرة للنقاش عبر الإنترنت، فقد نتجاهل حقيقة مهمة: أن عمق وواقعية المناقشة ليست دائماً متوازيَان مع كميتها.

إن مداولاتنا الرقمية غالباً ما تفتقر إلى الانغماس العاطفي والفكري الذي يأتي من اللقاءات الشخصية - تلك اللحظات التي يمكن فيها فهم وجهات النظر المختلفة بشكل أعمق وتعديل معتقداتنا وفقاً لذلك.

المناقشات ذات العمق والحساسية البشرية نادرة بصورة متزايدة عبر وسائل الإعلام الرقمية بسبب قيود الوقت والفضاء وغيرها من القيود.

وهذا يفقدنا جزءاً أساسياً من العملية التعلمية - الفرصة لتكوين روابط بين الأفكار، وإيجاد مشاعر مشتركة، واتخاذ قرارات مستنيرة تستند إلى تجارب وحالات حياة واقعية.

إذا تركنا المدارس والمؤسسات التعليمية تُحل هذه المسألة بواسطة الذكاء الاصطناعي فقط، فسيكون ذلك ضربة كبيرة لأسلوب "تعليم الحياة"، وهو العنصر الأساسي الذي يساعد الطلاب على تنمية المهارات اللازمة للفهم والمعالجة والإبداع والتواصل الفعال خارج الأدب الأكاديمي المجرد.

وهذه مهارات غير قابلة للإتقان عند اعتماد الروبوتات وحدها في عملية الإرشاد والتشكيل المعرفي.

ولهذا، يقع علينا واجب الاستثمار في نماذج تعليمية تضم عناصر بشرية جوهرية مثل الدروس العملية، مجموعات العمل الجماعي، وخوض المحادثات البناءة.

لا ينبغي لهذه الخطوة أن تقيد تقدم الابتكارات التكنولوجية لكنها ضرورية لاستمرارية ماهيتنا الإنسانية ومعارفنا الخلاقة ومهاراتنا الاجتماعية - كلها أمور يصعب برمجتها أو تكرارها إلكترونياً وببساطة.

1 Mga komento