السلطة الصحية: عندما تصبح الوقاية والأدوية أداة سياسية أخرى ضمن لعبة الأسواق.

في حين يتنوع سعر الأدوية بين الدول بسبب اللعبة التنافسية للسوق كما ذكرت سابقاً, يبدو الأمر أكثر خطورة عند النظر إلى القطاعات المعنية بصحة الناس والرفاهية العامة كالصحة النفسية والبدنية.

يتم تحديد السياسات حول الصحة غالبًا حسب ما يفيد الربح وليس الأولويات الإنسانية.

إذن، إذا كان صندوق الاقتراع يمكن التحكم فيه وتوجيهه بواسطة وسائل الإعلام ورؤوس الأموال الكبيرة كما تمت الإشارة إليه آنفا، فإن سياسات "الرعاية الصحية" تتعرض أيضا للمضاربة التجارية حيث تعتبر بعض الحالات الطبية ذات قيمة أعلى بالنسبة للأسواق مقارنة بالآخرين - مما يؤدي إلى عدم المساواة في الوصول للعلاجات الضرورية والاستغلال الأخلاقي للأوضاع الصحيّة.

ومن ثم يصير لدينا عالم يعاني من اضطراب غير متوازٍ حيال قضايانا الشأن الصحية التي ينبغي أن تكون أولويتها العليا هي حاجتنا لموارد صحية آمنة ومتاحة للجميع بغض النظر عن وضعهم الاجتماعي والثري أو فقره.