بينما تتطور روابط اقتصادية قوية مثل الاتفاقية الاستثمارية بين روسيا وقطر وتعزز التبادلات الثقافية عبر منصات عالمية كالمعرض الدولي للنشر والكتاب، يبدو أنه ينبغي لنا أيضاً التركيز على الآثار الجانبية لهذه الرقمنة المتسارعة -خاصة فيما يتعلق بتأثيرات الذكاء الاصطناعي.

السؤال المطروح الآن: هل سنترك الذكاء الاصطناعي يؤدي دور "القائد" في صنع القرار البشري أم نضع حدوداً واضحة تضمن مسارا أكثر عدلا واستدامة؟

يتجاوز موضوع الذكاء الاصطناعي كونَه سوقاً مبتكرة للحلول التقنية؛ فهو يشكل تحدياً أخلاقياً جوهرياً يُهدِد ببروز فجوات اجتماعية واسعة وغير متوازنة إذا تُركَ دون تنظيم.

فعلى سبيل المثال، قد يفقد العامل البشري وظيفته لصالح نظام ذكي، ولكنه وفي المقابل سيحتفظ هذا النظام بعناصر تحيز مُدمجة خلال عملية التعليم الأولية والمبنية بدورها على بيانات تراكمات المجتمع الإنسانية!

وماذا بشأن الدقة المُرتقبة لمثل هكذا حلول ومعياريتها وقدرتها التأديبية كفرد ضمن بيئة عمل بشرية؟

وهل ستضمن خاصية السرعة سرعة اتخاذ إجراء خاطئ بجرأة أكبر نتيجة لتسارع العملية decisional pace ؟

يبدو ضرورياً جداً البدء بمناقشة منظومة شاملة تحكم تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي وضبط سرعتها والحفاظ عليها كأداة مفيدة لبني الإنسان وليس عشوائيته الضخمة التي تهدده بالإقصاء وخنق فرصاته.

فالخطوة الأولى تبدأ برفض نموذج العمل الذي يغفل جانبا أساسيا وهو حقوق المواطن وكرامته وحماية مصالحه الخالصة سعيا لعصر ذهبي تكنولوجي يحرمه منها ويحولُه لألعوبة متحركة داخل ساحته الخاصة.

لذلك، دعوتنا هنا هي فتح الباب الرحب لكل الأصوات والآراء المختلفة حول تأثير الذكاء الاصطناعي واتخاذ أول خطوة نحو الحوار الجاد والشامل لحماية مستقبل البشرية وطابعها الغني بالتعدد والكرامة.

#متنوعة #الاجتماعية

1 Komentari