المدونة الثالثة: التوازن الرقمي: مساحة بين واقع الحقيقة والتجسيد الصوري

يتعلق عصر الشبكات الرقمية بقدرته على تشكيل هوياتنا بشكل خفي.

بينما يتغنى البعض بتحرر العرض الذاتي الذي يوفره الإنترنت، يمكن لفورة الإفراط في مشاركة الحياة الشخصيةأن تولد بيئة غير متوازنة.

بدلاً من تصوير الحياة المثالية، ربما يكون أكثر أهمية استثمار الجهد للبحث عن الهوية الحقيقية داخل حدود الواقع الخالي من سياق الصور.

يتباعد هذا التأمل حول الهوية والواقع مع محور آخر وحاسم وهو ملف تعريف البيانات الشخصية.

تقع المسؤولية المعنوية والفردية للمستخدم عند تقاطع سيادة المعلومات ومشاركة البيانات.

عندما لا يفهم العديدون سياسات الخصوصية ولا يحتفظون بالأمور السرية مخفية، فإننا جميعًا ندفع ثمن نقص القدرة على إدارة العالم الأنترنتى كما ينبغي.

بدلًا من الاعتماد فقط على التدخل الحكومي لتسعير خصوصيتنا والأمن السيبرانى—أو حتى قبول وضع عدم السيطرة كمسلمات—يجدر بنا رفع مستوى وعي مجتمعى أوسع بشأن حقوقنا القائمة.

إن رحلة إحراز توازن رقمي تتخطى حرية الاختيار المحض ويعتمد أيضًا على شهوة تحمل مسئوليته الشخصيه لمراقبه أنشطه خاصتنا على شبكه الانترنيت .

إذا أصبح هدفنا الأول ترسيخ ثقافة تتمسك بالنزاهة الذاتية واعتناق الاعتدال فيما يتعلق بالتواصل الرقمي،فلربما يتمكن المجتمعالعربي من بناء مستقبل أقل اضطراباً وأكثر انسجاما مع جوهرقيماته .

#عدسة

1 Kommentarer