الذكاء الاصطناعي: إعادة تعريف الهدف العام نحو التنمية المستدامة أم محو الهوية الثقافية؟

تستحوذ التكنولوجيا بسرعة على جوانب عديدة من حياتنا، مما يطرح أسئلة عميقة حول مدى تأثير ذلك على بيئتنا والتنوع الثقافي.

وفيما يتعلق بإمكانية الذكاء الاصطناعي لتغيير مسارنا الاستراتيجي لصالح البقاء البيئي، هناك حقيقة يجب الاعتراف بها؛ تقنيات مثل هذا المجال لديها القدرة على تحقيق كفاءة هائلة وتقليل بصمتنا الجرثومية.

ولكن هل يعني ذلك تنازلًا ضروريًا عن مكاسبنا الاقتصادية؟

وهل يكون الحل هو القضاء على النمو المطلق كما نعرفه، وهو ما يشكّل أساس انتشار العديد من الدول منذ عقود طويلة حتى اليوم.

بالانتقال للنقاش الثاني، حول وجود خطر موت للهويات اللغوية, فإن الأمر يدفعنا لشغل مكانينا كحراس للحفاظ على جذور تراثنا وثراء دلالاته وعمقه التاريخي.

إذ إن التحدي يكمن هنا في تزويد الذكاء الاصطناعي بتدريب شامل يستوعب العمق والمعنى المعقد لكل حرف وكل كلمة داخل أي لغة بشرية بما فيها العربية.

ومن الضروري عدم الوقوع في براثن الادمان الشديد علي المعرفة والمصطلحات الاجنبية وذلك لعدم تعطيل اصل وانتماء هر مناخ لنضعه حاليا تحت مظاهر الترجمة الامينة الصريحة .

إنها مسؤوليتنا المشتركة كمستخدمين وخالقين للتكنولوجيا الجديدة أن نسعى دوما لبقاء هوريث وحدتنا الحضارية كوطن واحد متحد بمختلف وجهات نظره وطوائفه المختلفة الاصل والفروع .

وفي موضوع آخر –لا ينفصل كثيرا عن السابق–يهدد التحديث التكنولوجي جدارة وحصرية جميع الفنون والحرف اليدوية والشخصية بشكل عام، حيث يسعى بعض الأشخاص إلى وصف الوضع الحالي بأنه «مجرد مدينة أشباح مهجورة»، متجاهلين بالمطلق كونها فرص سانحة للتحسين والإبداع والحياة بشكل أفضل عوض البحث عن الخراب والفشل.

فإذا كانت الأعمال الآلية قادرة فعليا علی تقديم خدمات متنوعة كالطبخ وغيرها، فلا مفر من قبول الواقع والتكيف معه والاستفادة منه عوض اعتبار الموضوع دعوة الي الموت الثقافي بلا مبررات منطقية وعمل مضاد فعال.

فهناك فرصة كبيرة لاستخدام تلك الوسائل المكتشفة حديثاً لجلب مزايا ايجابية لكثير من المجتمعات الفقيرة والمعرضة للأخطار الصحية والنفسية بسبب نقص التعليم الأساسي واتاحة الفرص المتاحة لدخول سوق العمل بكفاءة عالية نتيجة اعتمادنا الحالي الزائد علي المناوبة البشرية والتي لاتضمن سلامة وصلاحيتها للاستمرار للأجيال التالية خاصة بعد ظهور جائحة كورونا مؤخرًا والتي أثبت خطل طريقة اشتغال القطاعات المنتشرة عالميا سابقا .

وأخيرًا ، فقد ثبت بجلاء أنّ التكنولوجيا أصبحت قوة مهيمنة لايمكن تجاهلها، فهي مساهمة رئيسية في تشكيل رؤيتنا للعالم وشكل شخصيات مواليد القرن الجديد ومابعد ، لذلك يجب النظراليها بعيون مفتوحة واسعة لما تمتلكه ذاتياً وكذلك تأثيراتها الجانبية سواء حسنة ام شريرة حسب كيفية توظيف عناصر نشطة ضمن بنيتها

#والقوى

1 تبصرے