الرقمنة والمسؤولية الأخلاقية: تحديثٌ مُستجدّ في رحلة التقدم

بالرغم من الوتيرة المذهلة التي شهدتها الثورة الصناعية الرقمية، فإننا مطالبون اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى بالتوقف والتفكير مليّا فيما يتعلق بآثار هذه التقنية على مجتمعنا وقيمنا.

إن استخدام الأدوات والتكنولوجيا الحديثة ليس فقط مسألة إمكانية الوصول إليها؛ إنه يتطلب فهماً عميقاً لآلياتها ومخاطرها والاستعداد لاتخاذ القرارات الأخلاقية فيها.

وفي حين تؤكد الدراسات مدى تأثير نماذج الذكاء الاصطناعي وفوائد تحليلات البيانات ضخمة الحجم على حل مشاكل الصحة، فإن المسؤولية تتخطى مجرد اكتشاف علاجات محتملة.

ويجب علينا مراعاة العوامل الديموغرافية المختلفة، وحماية خصوصية المرضى، وتعديل السياسات الطبية لتكييفها مع هذه الاحتمالات الجديدة.

وهذا هو السبيل الوحيد لاستثمار عصر المعلومات لصالح الإنسانية جمعاء.

ومما لا شك فيه أن حالة انبهارنا بهذا القدر الهائل من تقدّم التقنية تخفي ظاهرة خطيرة تتمثل في عدم المساواة الاجتماعية الناجمة عنها.

فبينما نشاهد ارتفاع نسبة عدد الأشخاص ذوي الخبرة في مجالات البرمجة والذكاء الاصطناعي، هناك مجموعتان مهمتان مغموران هما الشباب وطالبو المعرفة الأكبر سنَّا اللذَين يُقصيان بشكل محزن بسبب قصور النظام التعليمي الحالي أمام احتياجات سوق العمل الجديد.

ومن هنا يأتي ضرورة إيلاء اهتمام كبير بهذا الموضوع وتعزيز جهود إدماج هؤلاء السكان المضطهدَيْن ضمن منظومة معرفتهم المهنية واستغلال طاقاتهما المكتشفة حديثاً.

فلا ينبغي اعتبار عملية التحديث مقتصرة على احتضان التغيير ببساطة وإنما كذلك ضمان اندماجه بطريقة تضمن ازدهار الجميع دون استثناء والذي لن يحصل إلا عندما تغتنم الدول فرص توظيف البرامج الحكومية الخاصة ببناء القدرات الوطنية وصقل مهارات سكانها بغرض زيادة حضورهم الاقتصادي المحلي والدولي أيضًا.

ولكن قبل البدء بأي برنامج يتم اقتراحه لتحسين الوضع الحالي، يستوجَب إجراء دراسة شاملة لمساعدتنا في تحديد المخاطر المحتملة والجوائز المرغوبة المثلى لضمان نجاح تطبيق سياسة الدولة المقترحة والتي تمت هندستها وفقاً لرؤية وطنية جامعة تجمع مختلف شرائح المجتمع تحت مظلة مشتركة.

إنها رسالة تحث العالم على التفكير بعمق قبل الانتقال خطوة واحدة فقط بينما يعمل بنشاط شديد لاحراز تقدم دائم يServes نهضة حضارية تلبي حاجاتها ومتطلعاتها.

#جديدة #الوراثة