التعليم الاقتصادي كحل لازمة البطالة واستدامة التنمية

إن تحليل آثار جائحة كوفيد-١٩ على الاقتصاد السعودي يقدم دروسًا قيمة يجب الاستعانة بها عند تصميم حلول طويلة المدى لقضايا أبرزها البطالة وتحديات التنمية المستدامة.

لقد سلط الضوء على حاجة ماسّة لتعزيز المعرفة المالية والاقتصادية لدى الجميع باعتبارها حجر أساس لبناء اقتصاد ذكي قادرٌ على مواجهة التقلبات المستقبلية.

لماذا يعد التعليم الاقتصادي أمرًا حيويًا؟

١.

تقليل المخاطر وزيادة القدرة على اتخاذ قرارات مالية رشيدة

لا شك بأن فهم المفاهيم المالية الأساسية وتمكين الأفراد من أدوات إدارة المال الشخصي يقللان بشدة احتمالية الوقوع ضحية لسلوكيات مالية خاطئة تؤدي غالبًا إلى تراكم الديون وفقدان الاستقرار المالي.

كما يمكِّنهم هذا من بناء مدخراتٍ واستثمارات طويلةِ الأجل مما ينعكس بالإيجاب على مستوى معيشتهم ويضمن لهم حياة كريمة.

٢.

دعم ريادة الأعمال وتشجيع الشركات الصغيرة والمتوسّطة

معظم فرص العمل تأتي من مشاريع صغيرة وناشئة.

لذلك، يعتبر تعليم قواعد الإدارة والموارد البشرية وكيفية الوصول للمستثمرين أمورا جوهرية لصقل مهارات رواد الأعمال المحليين وتمكين المؤسسات الصغيرة المتوسطة والتي تعد عمود فقري لاقتصادات الدول النامية.

٣.

الاندماج الكامل لفئات المجتمع كافة في عجلة التطور الاقتصادي

يتعين علينا خلق بيئة شاملة تتيح لكل فرد فرصة المشاركة الفعلية في مسيرة النهوض بالتنمية الوطنية بغض النظر عن خلفياته الاجتماعية أو العلمية.

وهنا يظهر الدور الهام لبرامج تثقيفية متخصصة تساعد مختلف شرائح السكان (طلاب الجامعات والخريجون وغير العاملين) للحصول على وظائف تناسب مؤهلاتهم وقدرتهم الإنتاجية وبالتالي تحقيق أعلى معدلات التشغيل.

٤.

التعامل الحازم مع مشكلات القطاع العقاري ومساوئ الاحتكار التجاري

لقد شهد العام الماضي اضطرابات كبيرة داخل قطاع العقارات بسبب نقص المعلومات لدي بعض التجار مما أدى لحدوث انفجار أسعار دون مقابل حقيقي.

بالإضافة لذلك، تعتبر قوانين المنافسة العادلة والممارسات التجارية الأخلاقية جزء أساسي لحماية مصالح جميع الأطراف المتداخلة فيما يعرف بالاقتصاد المختلط الحديث.

فهذه مسائل تحتاج لوضوح تام للمعاملات والقوانين المعمول بها عالمياً.

ختاما، قد يستغرق الأمر سنوات حتى نحصد فوائد تبني نظام تعليم اقتصادي فعال وشامل لكن النتائج ستكون بلا شك ايجابية للغاية سواء علي المستوى الجماعي للفرد نفسه او الوطن بأسره.

فلنعزز شراكتنا المجتمعية بين مؤسسات الدولة والمعاهد الأكاديمية الخاصة والعامة لخلق برنامج مدروس وفعال لهذا الهدف السامي

1 تبصرے