هل تُهدّد التقنية هويتنا الإنسانية؟

##

تواجه البشرية اليوم تحديا فريدا يتمثل في قدرتها على مواكبة عجلة التقدم العلمي والتكنولوجي المتلاحقة.

وبينما نجني فوائدها العديدة التي تسهّل حياتنا اليومية، تظهر مخاوف بشأن تأثيراتها العميقة على كيان وجودنا وهويتنا الفريدة كبشر.

هل ستصبح العلاقة بين المعلم والطالب افتراضية بحتة؟

###

مع تطور أدوات الذكاء الاصطناعي وقدرته على تحليل البيانات الشخصية للطالب وتصميم خططه الدراسية الخاصة به، نشهد بداية لعصر جديد في التعليم يقوم بشكل أساسي على التجارب الافتراضية الخالصة.

لكن السؤال المطروح هنا: ألا يوجد خطر من فقدان التواصل المباشر بين المعلم والمدرس والذي يعد ركن أساسي لبناء الشخصية وصقل المهارات الاجتماعية لدى الطالب؟

هل سنشهد نهاية للفنون التقليدية بسبب الآلات الذكية؟

###

كما شهدنا سابقا كيف غيّرت الطباعة طريقة كتابة ونشر الأعمال الأدبية والفلسفية وغيرها، كذلك قد تغير آلات تعلم الآلة مفهوم "الفنان" التقليدي.

حيث تستطيع الآن بعض الأنظمة إنشاء مقطوعات موسيقية ولوحات فنية وحتى سيناريوهات أفلام قصيرة مستوحاة من خوارزميات ذكية مدربة على أعمال بشرية سابقة.

وهنا يأتي سؤال آخر وهو: أي نوع من القيم الجمالية والإبداعية سوف تعكس مثل هذه النتاجات مقارنة بالإنجازات الفنية التي تخلفها الروح البشرية خلفها عبر التاريخ؟

هل سيتمكن القانون والشريعة من تنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي؟

###

تعد مسألة وضع قوانين تنظم عمل هذه التقنيات الجديدة أحد أكبر المهام التي ينتظر حلها عاجلا.

فالأسئلة الأخلاقية المتعلقة باستخدام بيانات المستخدمين وحقوق الملكية الفكرية وأثر ذلك كله على المجتمع تستحق اهتماما خاصا خاصة عندما يتعلق الأمر بالنصوص الدينية والقانونية والتي تعتبر أساس المجتمعات المتحضرة منذ قرون طويلة.

لذلك فأمام علماء الدين والقضاة تحدٍ كبير لإيجاد صيغ قانونية مناسبة تكفل الاستفادة القصوى من تقدم العلوم الإلكترونية وفي ذات الوقت تحافظ على مبادىء حقوق الإنسان الأساسية التي ارتكزت عليها الحضارة الإنسانية جيلا بعد جيل حتى يومنا هذا.

--- وفي النهاية، دعوة للنقاش الواسع ومشاركة آرائكم حول مدى جاهزيتنا لمواجهة آثار التحولات الجذرية المقبلة نتيجة اندفاع قطار العلم والمعرفة بلا توقف.

#صدر #وتنمية