نحو تعليم رقمي واعٍ: تحديات وآفاق مع تسارع تقدم الذكاء الاصطناعي وتأثيراته الواسعة النطاق، أصبح من الضروري إعادة النظر في مفهوم التعليم التقليدي وإعادة صياغته لمواكبة التغيرات المتلاحقة.

فالتكنولوجيا، وإن كانت تحمل الكثير من الخير، لكنها أيضاً تضع المجتمع أمام مسؤوليات كبيرة للحفاظ على الصحة الرقمية للأجيال القادمة.

الذكاء الاصطناعي، الذي يعمل حالياً على تحسين دفاعاتنا ضد الهجمات السيبرانية، يواجه هو نفسه تحديات تتعلق بالشفافية وبناء الثقة.

وفي مجال التعليم، بينما توسع التكنولوجيا فرص الحصول عليه بشكل هائل، فإنها تفتح باباً واسعاً لقضايا مثل انتشار المعلومات الخاطئة ("fake news") وانعدام المصادر الموثوق بها.

وهنا تأتي أهمية تطوير ما نسميه "الثقافة الإعلامية/المعلوماتية"، والتي تشمل مهارات تحليل وتمحيص المعلومات واستخلاص الحقائق منها.

فلا يكفي فقط نشر معلومة صحيحة؛ بل يجب تعليم النشء كيفية التحقق منها واتخاذ قرارات مستنيرة بشأنها.

وهذا أمر حيوي سواء كان الهدف منه زيادة وعينا بالأمن السيبراني أم ضمان نجاح العملية التعليمية نفسها.

وقد يكون المستقبل بحاجة ماسّة لإدراج مواد دراسية متخصصة لهذا الغرض، بالإضافة لتضمين مفاهيم أساسية ضمن مناهج مختلفة بغرض رفع مستوى الوعي العام بهذه المسائل الملحة.

إن التعليم الرقمي الواعي يتطلب رؤية شاملة تجمع بين تعلم مهارات حديثة كالبرمجة والروبوتات وبين غرس قيم أخلاقية عالية واحترام خصوصية الفرد وحماية بياناته الشخصية.

كما أنه ينبغي وضع حدود واضحة لاستعمال الأدوات الرقمية داخل المؤسسات التعليمية وخارجها تفاديا للاستخدام غير المسؤول لها والذي يؤدي غالبا لعواقب وخيمة اجتماعيا ونفسيا وحتى جسديا!

لذلك فالتربية الصحية عقليا وجسديا هي أساس كل تقدم ورقي حضاري.

ختاما، علينا جميعاً العمل سويا لبناء بيئة تعليمية تسمح بتطبيق مبدأ «الحرية المسؤولة» بحيث يتمكن الطالب والمعلم بنفس الدرجة من اغتنام فوائد الثورة الرابعة الصناعية دون الانسياق خلف مخاطرها العديدة.

عندها فقط سنكون قادرون فعلا علي قول : لقد حققت البشرية قفزة نوعية نحو الأمام !

#دائمة #والقواعد #مجتمع

1 التعليقات