النظام vs المظهر: هل يمكن تغيير العالم بالتخلص من البلاستيك فقط؟

التلوث البلاستيكي آفة العصر بلا شك، لكنه ليس سوى عرض جانبي لأزمة أكبر بكثير تتمثل في نظام الاستهلاك الحالي المبني على النمو الاقتصادي الدائم والاستخدام والرمي.

إن رؤيتنا للبلاستيك كسبب للمشاكل البيئية تبعد عنا السبب الجذري وهو النموذج الاقتصادي نفسه والذي يشجع على الإنتاج الضخم والتسوق بشكل مفرط ثم التخلُّص مما أصبح غير ضروري.

لذلك فإن التركيز على "إعادة التدوير" قد يكون خطوة أولى جيدة ولكنه لن يحدث فرقًا كبيرًا إذا ظل الناس يشترون المنتجات ذات مرة واحدة ويقومون برمي علبتها بعد استخدام واحد فقط.

الحل يكمن في تغيير طريقة حياتنا وأنظمة التجارة العالمية بحيث يتم تصميم الأشياء لتتمتع بعمر افتراضي طويل ويمكن إصلاحها وإعادة استخدامها بدلاً من اعتبارها مواد للاستهلاك الواحد.

فلابد لنا بداية بفحص نموذج أعمال الشركات الكبرى المصممة لجعل منتوجاتها قصيرة العمر بغرض زيادة معدلات شراء العملاء وبالتالي الربحية القصوى لهذه المؤسسات التجارية.

فهذه الأرباح تأتي غالبًا مقابل حساب بيئي وصحي وديني باهظ الثمن ندفع جميعًا جزافته اليوم وفي المستقبل أيضًا.

لذا فلنرَ كيف يمكن تحويل تركيز الصناعات نحو إنشاء قيمة طويلة الأجل عوضًا عن مكاسب آنية واستبداله بنموذج أكثر مراعاة لاستدامة موارد الأرض وتنوعها الحيوي.

عندها فقط سنرى تغيرا جوهريًّا وليس تعديلات سطحية مؤقتة.

#استدامةالاقتصاد العالمي #مصائرالكوكب #خلققيمجديدة

1 Komentar