مسؤوليتنا في عصر التحولات الرقمية:

في ظل التقدم السريع للذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، أصبح من الضروري إعادة النظر في قيمنا ومبادئنا الأساسية.

فنحن نقف أمام مفترق طرق بين استمرارية الصراع مع ما قد تبدو عليه التكنولوجيا كآلة غير مبالاة، وبين قبول مسؤوليتنا الحيوية في توجيه هذه الاختراعات بما يحقق مصالح الإنسان ويضمن مستقبلًا أفضل للجميع.

إن تحديث قوانين وأنظمة التعامل مع مثل هذه الصناعات سيكون له تأثير كبير على شكل المجتمع العالمي الجديد الذي يتشكل الآن.

يجب عدم الاعتماد فقط على الشركات التقنية لحماية حقوق المواطنين وضمان المساواة بينهم.

فلابد للمجتمع نفسه – بدءًا من الأفراد وانتهاء بالمؤسسات– أن يتحرك بخطة واستراتيجية مدروسة لكل مرحلة من مراحل عملية الدمج التدريجي لهذه الآليات الجديدة في حياة البشر اليومية.

وهذا يشمل دعم التعليم المستمر وتمكين العمال الذين ربما يفقدون وظائفهم نتيجة لأتمتتها وزيادة فرص الحصول عليها مرة أخرى.

كما أنه يعني وضع قواعد واضحة لاستخدام البيانات الضخمة وتعزيز الشفافية والخصوصية للفرد الإلكتروني بالإضافة للمراقبة القانونية للقضايا المتعلقة بالاختيارات الخوارزمية وغيرها الكثير مما يستلزمه ذلك.

لا شك ان هنالك فوائد جمة لهذا النوع من التنظيم والرقابة طالما كانت مبنية على أسس ديمقراطية وشاملة لكل قطاعات وطبقات الشعب الواحد.

ومن خلال ذلك لن نسقط ضحية للاحادية الرقمية ولن نزدهر أيضا كمجتمعات أكثر عدالة وإنصافا.

---

1 注释