**المستقبل الرقمي: توازنٌ ضروريّ بين التقدم والتجرّد**

هل نبعد عن الإنسانية بينما نسابق الزمن لنحقق تقدّمًا غير محدود؟

إن تحديات القرن الحادي والعشرين تستلزم اتخاذ خيارات حاسمة بشأن مسارات النمو والتطور التي سنتبعها.

وفي حين تُعَدُّ الطاقة النظيفة والتعليم الافتراضي خطوات جريئة للمضي قدمًا، إلا أنه ينبغي علينا التأكيد على الحاجة الملحة للتوفيق فيما بينهما وبين القيم الإنسانية الأساسية.

**الطاقة الخضراء: فرصة لبناء عالم أكثر عدلاً وليس المزيد من الانقسام**

من المؤكد أنها خطوة مشجعة نحو الاستدامة البيئية؛ لكن ماذا لو أدَّى الاعتماد الكلي عليها إلى زيادة الهوة الاقتصادية والاجتماعية داخل المجتمع الواحد وخارجه؟

عندما تتحكم الشركات العملاقة بموارد الطاقة البديلة وتبدأ الدول الفقيرة بشراء تلك الخدمات بسعر أعلى مما هي عليه الآن، فإن ذلك سوف يؤدي حتما لإعادة تشكيل المشهد العالمي وفق منطق السلطات القائمة بدلاً من تقديم حل مستدام حقاً.

لذلك وجب العمل على ضمان حصول الجميع على فوائد الثورة الصناعية الحديثة بغض النظر عن وضعهم الاجتماعي والاقتصادي.

وهذا يستوجب بذل جهود دولية مشتركة لدعم البلدان النامية وتمكين شعوب العالم الثالث كي تبادر بتطبيق الحلول المحلية الملائمة لحالاتها الخاصة والتي تراعي خصوصيتها الثقافية والحضارية.

فلا مجال للإقصاء في مشروع عالمي بهذه الجرأة والإلحاح!

**التعلم الالكتروني : بين الرصد الآلي وفقدان البوصلة الأخلاقية لدى النشء الجديد** في النهاية .

.

.

إنه اختيار مصيري بين طريقين مختلفين تمام الاختلاف ؛ الأول يسعى لتحقيق مبتغا الإنسان منذ القدم وهو" العلم والمعرفة"، والثانية هدفها خلق بيئة صناعية خالٍ من أي عنصر بشري بحجة الوصول للسماء!

ولذلك فعندما يتعلق الأمر ببناء الحضارة الخامسة(5) والتي تجمع عناصر