هل التعليم مجرد سلعة بيعت للشعب؟

أتذكر عندما كنت طالبًا صغيرًا، كان المعلم هو الشخص الوحيد الذي يمكنه فتح عوالم العلم والمعرفة أمامنا.

لكن الآن، يبدو أن المدرسة قد أُعيد تعريفها.

.

.

مؤسسة تعليمية!

نعم، لقد أصبح التعليم "قطاعًا".

فهل هذا يعني أن الأطفال هم مجرد عملاء لديهم حاجة إلى منتج معين؟

وهل المدارس هي مجرد متاجر تبيع شهادات بدلاً من المعرفة؟

إن كنتم تقولون لي لا، فأنا أتحدىكم لإلقاء نظرة حولكم.

فحتى الكتب الدراسية نفسها تباع الآن علامة تجارية، وكل كتاب مدرسي مليء بالإعلانات التجارية للمنتجات الأخرى!

ومن ثم يأتي دور الجامعات الخاصة حيث يصبح التعليم امتيازًا للطبقة العليا.

فإذا كان التعليم حقًا لكل فرد، فلماذا الجامعة العامة تنهار بسبب نقص التمويل بينما الجامعات الربحية تزدهر؟

لأن الأمر كله يتعلق بنظام يقوم فيه الأشخاص الأكثر ذكاءً بتوجيه الأخرين نحو النجاح كما يرونه مناسبا لهم وليس بشكل مستقل عنه.

وهذا يعني أنه حتى أبسط أنواع التعلم - القدرة على قراءة وكتابة – بات متروكاً للسوق لتحديده.

لذا فالتعليم ليس أكثر من صناعة بملايين الدولارات تقوم بشراء مستقبل أولئك الذين ولدوا تحت ظروف أقل حظوة.

إنه بمثابة سوق الخفافيش حيث تنعدم المساومة والسعر ثابت بغض النظر عن جودة المنتج النهائي.

فهذه ليست دعوة للتراجع عن التقدم والتطور بل الدعوة لفحص العلاقة بين المؤسسات التعليمية ومصادر السلطة والنفوذ فيها والتي تدفع الطلاب دفعًا للاختيار بين مجموعة محدودة للغاية من الخيارات المهنية مما يؤدي إلى تشكيل المجتمع فقط وفق المصالح التجارية لهذه النخب الضيقة ذات التأثير الكبير.

وبالتالي فإنها تخلق جيلا معرضا للإحباط والفشل لأنه غير قادرٍ على تحقيق طموحه الشخصي خارج نطاق تلك الحدود المفروضة عليه منذ البداية.

لذلك فلنقم بإعادة هيكلة النظام التعليمي الحالي لتحويل تركيزنا مجدداً إلي جوهر العملية التربوية الأساسي وهو منح الفرصة لكل طفل لبناء مستقبله الخاص باختياره بعيدا تماما عن أي شكل من اشكال الاستبداد والاستغلال المقنع باسم التدريس والإعداد للحياة المستقبلية.

1 Comments