الثروة المستدامة.

.

الدرس المستفاد!

لا شكّ أنّ التجارب الملهمة لمن سبقونا تحمل دُروساً ثمينة تستحقُّ الانتباه والتأمّل العميق.

فالقصّة الدرامية لمطاحن ويتا وما صاحبها من فصلٍ جماعي لعُمّالها هي شهادةٌ حيَّة على عواقب عدم القدرة على التكيُّف مع تغيّرات السوق المُتسارعة والمتزايدة حدّة يومًا بعد آخر.

ومن الجهة الأخرى، تأتي قِصة نجاح شركة سابِك كبرهان واضح وجليِّ على فوائد التخطيط بعيد المدى واستشراف الفرَص الواعدة بشغَف وصرامة عالية الجودة.

إنَّ درس مورقان ستانلي الذي يشير لما حققه وارِن بَافِيت مِن عائد ربحي هائل بدأ فعليا عقب بلوغه الخامسة وخمسين عامًا، ليذكّرنا بأنَّ الطريق نحو تحقيق أي هدف سامٍ مهما بدا صعب المنال فهو رحلة طويلة وشاقة تتطلّب الكثير من الجهد والصمود والمثابرة بالإضافة لرسم خطط مدروسَة جيّدا وتطبيقها بإتقان وانضباط تام.

وعلى الرغم ممّا لدينا جميعا كمجموعة بشرية مشتركة وهي الولوع والرغبة القوية بتحقيق السرور والسعادة آنيّا وفي الحال سواء بتناول مشروبات لذيذة أو اقتناء أغراض فاخرة إلّا أنه لا بد وأن نتذكّر دومًا وطيلة الوقت بأن تلك الأحاسيس غالبا ماتكون زائلة وغير دائمة وبالتالي فلابد صرف جزء ولو بسيط من مدخولاتنا الشهرية للاستثمار الآجل والذي يعد خياراً حيوياً وأساسيا لبلوغ حياة كريمة وهنية مستقبلية.

وفي النهاية وكما قال المثل العربي القديم:"إذا عرف السبب بطل العجب"، إذ أصبح واضحا لكل ذي عينين أن عالمنا الحالي أصبح هشاشته واضحة أمام الجميع خصوصا بعد سلسلة الكوارث والكوراث الطبيعية والبشرية الأخيرة والتي أبرزت حاجتنا الملحة لمعرفة المزيد والتعمق أكثر بفهم طبائع الحياة وتقلباتها المفاجأة.

لذلك دعونا نستغل هذا الأمر لنصحح مسارات أعمالنا التجارية والشركات الناشئة ولنجني فوائد التعلم منها وعدم تجاهله مطلقا كي نبقى قادرين على الوقوف أمام مصائب الويلات المقبلة بقوة وصلابة.

أخيرا وليس آخرا ، فإن النهوض والفوز مرهون بالإعداد المسبق الذكي وعلى أساس راسخ وثابت.

#نشاطا #حقوق

13 التعليقات