مستقبل الطاقة: عدالة اجتماعية وشمول رقمي تواجه دول العالم الثالث تحديات كبيرة عند الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة بسبب عدم وجود شبكات موحدة لتوزيع الكهرباء وضآلة فرص الوصول إليها لدى سكان المناطق الريفية والنائية.

قد يؤدي الاعتماد الكلي على الشبكات المركزية لنقل الطاقة المولّدة من المصادر البديلة خارج المدن الكبرى إلى اتساع الهوة بين الحضَر والبَدو وكأن الأمر يتعلق بفجوات معرفية وثقافية أيضًا!

فلِم لا نفكر في حل وسط يدمج أفضل ما تقدمه التكنولوجيا الجديدة مع الخبرات البشرية القديمة عبر تبني نماذج طاقات محلية صغيرة قابلة للتوسع حسب الحاجة وبأسعار تنافسية وفي نفس الوقت صديقة للبيئة كمشاريع توليد الطاقة الشمسية الصغيرة والمتنقلة مثلا؟

.

كما أنه من المهم جدا دراسة آثار أي تغيير جذري محتمل اجتماعيا وثقافياً، فالمبادرات البيئيّة الصادقة هي فقط تلك التي تراعي رفاهية جميع شرائح المجتمع المحلي وتعزز الترابط بدلا من زعزعتِه.

وفي السياق نفسه فإن استخدام الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة مهم للغاية لقياس فعالية المشاريع التنموية طويلة المدى وتقويم تأثيراتها الواقعية بدقة عالية وبالتالي تصحيحه حين الضرورة قبل استفحال المشكلة وانتشار نتائج غير محمودة.

بالتالي علينا تحقيق تكامل حقيقي بين الطموحات المستقبلية وبين واقع حياة الناس الحالي لكي نحافظ حقّا على كوكب الأرض أخضر وأن نترك بصمة حضارية خالدة للأجيال القادمة.