هل أصبح الذكاء الاصطناعي مستقبل السياسة الحديثة؟

إن ما تطرق إليه مقالاك السابق حول العلاقة الوثيقة بين التطور التكنولوجي وصنع القرارات السياسية أمر يستحق التنبه إليه والاستقصاء عنه بشكل أكبر وأوسع نطاقًا.

إذ إنه بينما نبحث عن طرق لتحويل البيانات الضخمة والمعلومات المتزايدة باستمرار إلى رؤى قابلة للتطبيق، فقد بدأ الكثيرون بإعادة النظر فيما إذا كانت الأنظمة السياسية التقليدية قادرة حقًا على التعامل مع سرعة وتأثير هذه القوى الجديدة.

فعلى سبيل المثال، تخيل معي نظام انتخابي مدعوماً بخوارزميات التعلم الآلي والذي يقدم توصياته بناءً على تحليل شامل لسلوك الناخبين عبر الإنترنت.

ماذا لو استخدم المسؤولون الحكوميون روبوتات الدردشة لفهم هموم مواطنيهم ومشاكلهم المحلية؟

وما هي أخلاقيات وقانونية مثل تلك الممارسات خاصة عند مقارنتها بأنظمة الديمقراطية التمثيلية كما عرفناها سابقاً.

وهكذا يتضح جلياً كيف يمكن للإطار المقترح بمقالكما الأول –أن للتكنولوجيا تأثيرا سياسيا– أن يكون البوابة المثالية لاستكشاف العديد من الأسئلة الملحة المتعلقة بآثار الذكاء الاصطناعي المحتملة مستقبلاً.

فهو يدعونا للنظر خارج الصندوق وفحص آليات صنع القرار ضمن المشهد السياسي الحالي لمعرفة مدى ملاءمتها لهذا العالم الرقمي سريع التغير أم أنها تحتاج لإعادة هيكلتها بالمواكبة لعالم الغد غير المعروف بعد.

فلربما جاء الوقت كي نفكر بتطبيق مفهوم التكيف التطوري ليس فقط على الأنواع البيولوجية بل أيضاً على المؤسسات المجتمعية كالسياسة والحكومة وذلك للحفاظ عليها ومنحها قابلية البقاء وسط بيئات متقلبة للغاية اليوم وغداً.

#السوداني #الأدوات #الصناعي #ناحية

1 تبصرے