في ظل الثورة الصناعية الرابعة، يتسارع تقدم التكنولوجيا بوتيرة غير مسبوقة، وتصبح الحياة اليومية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالتقنية.

لكن وسط كل هذا التقدم، ما زالت هناك حاجة ملحة لإعادة النظر في دور الإنسان في قلب العملية التعليمية.

لقد أصبح لدينا الآن أدوات رقمية قادرة على توفير معلومات ومعارف لا تعد ولا تحصى، وقد ساعدت بالفعل في تسهيل الوصول إلى المعرفة وجعلها متاحة للجميع بغض النظر عن موقعهم الجغرافي أو وضعهم الاجتماعي والاقتصادي.

ومع ذلك، فإن القيمة الحقيقية للتعليم لا تكمن فقط في نقل الحقائق والمعلومات، وإنما أيضًا في تنمية القدرات العليا لدى المتعلمين؛ كالمهارات النقدية والإبداعية والحفاظ على اللمسة الإنسانية والتفاعل المجتمعي.

وما نشهده الآن هو بداية عصر جديد حيث سيكون للمعلم دور مختلف عما اعتاد عليه سابقًا: فهو ليس فقط ناقل للمعلومات ولكنه مرشد وميسِّر وموجِه لعملية التعلم.

إنه شريك للطالب وليس مصدر المعلومة الوحيد له.

وهذا التحول يستدعي مناحٍ أخرى متعددة مثل إعادة تصميم البيئة الصفية والمناهج الدراسية بحيث تشجع على البحث والاستقصاء بدلاً من حفظ المعلومات.

وبعيدًا عن الاحتياجات الشخصية للفرد، فقد آن الآوان لأن نعترف بأن التحديات العالمية الراهنة -مثل المناخ والصحة العامة- تتطلب فهمًا عميقًا لقضايا العلوم والرياضيات والهندسة وكذلك القدرة على التعامل مع التعقيدات الاجتماعية والثقافية.

وبالتالي، ينبغي للأنظمة التربوية الحديثة أن تزود طلابها بهذه الأدوات اللازمة لفهم وإدارة مستقبلنا المشترك.

إن الاستثمار الذكي في التعليم يتضمن إنشاء مساحات تتعاون فيها التكنولوجيا والدماغ البشري سوياً لخلق جيل قادر على التنقل عبر أي عقبات قد يعترض طريقه أثناء سعيه لتحسين الظروف الخاصة به وللعالم بوجه عام.

إنها ليست مهمة سهلة بالتأكيد، إلا أنها ضرورية إذا أردنا التأكد من عدم ترك أحد خلف الركب في الاقتصاد العالمي الجديد.

#وشخصية

1 التعليقات