هل يمكن للدول المتنامية أن تسلك طريق النمو الاقتصادي والاستقلال الذاتي بنفس الوقت؟

إن التحولات الجيوسياسية التي نشهدها حاليًا تكشف لنا مدى قدرة التحالفات الاقتصادية الضخمة كتلك الموجودة ما بين الصين وروسيا على إعادة رسم خريطة التجارة العالمية وتوزيع الطاقة والنفوذ السياسي.

ومع تزايد التوترات مع الغرب واتخاذ بعض القرود السياسية والاقتصادية المشددة حول قضايا حساسة سياسيا، اكتسب هذا التعاون قوة دفع تجاه إنشاء نموذج اقتصادي مختلف قائم على الاعتماد المتبادل والمنافع المشتركة خارج نطاق الهيمنة التقليدية للمؤسسات المالية الغربية.

إن الاتفاقيات طويلة المدى الخاصة بالطاقة والتي تشمل مشاريع عملاقة للبنية الأساسية تعد مثال ممتاز لهذا النهج الجديد.

فهي لا تعمل فقط كمصدر دخل مباشر لهذين العملاقين الصناعيين، وإنما تخلق أيضاً دينامكية عالمية تجارية مستمرة وقوية للغاية.

وهذا الأمر بدوره يوفر المزيد من المرونة والمراتب التفاوضية لكليهما عند التعامل مع شركاتهما التجارية الأخرى والتي تغطي قطاعات متعددة ومتنوعة.

ومن الواضح أنه كلما أصبح السوق المحلي أقوى وأكثر تنوعاً، زادت احتمالية نجاح المنتِجات المحلية والصادرات إلى الخارج وبالتالي زيادة مستوى التشغيل وفرص العمل والمعيشة بشكل عام.

لذلك ربما حان الوقت لإعادة النظر فيما يعتبر «نموذجا» مناسبا للدولة الحديثة وما هي العوامل الرئيسية اللازمة لتحقيق النجاح المستدام.

هل سنرى موجة ثانية من الانعزال الاقتصادي أم سيكون هناك توسعا دعائيا لهذه الحركة الجديدة للنظام العالمي ؟

1 코멘트